كيفية الخصوبة و معرفة هرمون FSH
كيفية الخصوبة و معرفة هرمون FSH
تقتصر و ظيفة هذا الهرمون علي تنشيط حويصلات المبيض و تعتبر هذه الحويصلات بمثابة اكياس خلوية تنمو فيها البويضة الناضجة في كل دورة شهرية تنتفع احدي هذه البويضات من الحويصلة في عملية تسمي بالتبويض او الاباضة و تواجه بعد ذلك مصيرها المحتوم بطريقة او بأخري بمرورها عبر قناة فالوب اما الحويصلة نفسه فيتحول الي ما يسمي بالجسم الاصفر و الذي ينتج المزيد من الهرمونات الخاصة بالحمل في حالة اجتماع هذه البويضة بالحيوان المنوي فيقوم بتخصيبها و تكون النتيجة حدوث حمل سليم ( حمل صحيح قابل للنمو والاستمرار )
ان هرمون FSH هو جزء من نظام الارسال الهرموني الذي يعمل بين المخ و المبايض كل شهر تبداء تلك العملية بهرمون اخر يسمي GNRH ( يعد هذا المصطلح اختصار للكلمات التالية GONADOTROPIN – RELEASING HORMONE و معناها الهرمون المنشط للغدد التناسلية ) و الذي يفرزه منطقة تحت المهاد بالمخ و يمكن تعريف FSH علي انه احد انواع الهرمونات المنشطة للغدد التناسلية و فور دخول GNRH علي النظام يعطي امر للغدة النخامية للبدء في افراز FSH ثم يكون هذا الهرمون بارسال اشارة الي المبايض لتنشيط بعض البويضات التي ظلت خاملة لفترة طويلة و التي تحتوي علي حويصلات لتبداء رحلتها
اذا كانت المراءة في سن العشرين من عمرها تنطلق هذه البويضات بسهولة من حالة الخمول التي كانت عليها ويزيد نشاطها دون مواجهة اي متاعب اما بالنسبة للمراءة في مراحل الثلاتينات او اوئل الاربعينات فأن FSH لديها يتطلب وقت اطول ومجهود اكثر لكي يقوم بتنشيط مجموعة اخري من الحويصلات كل شهر كما ان البويضات في داخلها تحتاج للكثير من الجهد لكي تبداء عملها ، ان المبايض لدي السيدات الصغيرات في السن تكون مليئة بالحويصلات و البويضات التي تشبه السيارات الجديدة اللامعة ، اما المبايض لدي السيدات المتقدمات في السن تحتوي علي حويصلات تشبه علي نحو كبير السيارات القديمة المستهلكة و الفارق بينهما في سرعة الاداء و الكفاءة كبير للغاية.
و لمزيد من الايضاح تستقبل الغدة النخامية رسالة من المخ تفيد بأن ليس هناك ما يكفي من البويضات الجيدة و من ثم تبداء هذه الغدة بانتاج المزيد من FSH هذه الجزيئات تهرع للمبايض لانتاج المزيد من البويضات و كلما كان تجديد الحويصلات في موعد كل دورة شهرية امر عسير زادت معدلات انتاج الغدة النخامية لهذا الهرمون و بالتالي تزيد نسبة تركيزه في الدم .
حسن تدق الساعة الانجابية معلنة عن قرب انخفاض معدل الخصوبة لدي المراءة تبداء نسبة افراز FSH في الارتفاع و يسهل اكتشاف الزيادة المبكرة و البطيئة و التدريجية لمعدل هذا الهرمون في الدم الي جانب ان ذلك يعد مؤشراً للأطباء بأن البويضات لم تعد سريعة الاستجابة مثلما كانت في المراحل السابقة لان عدد الحويصلات بداء في التناقص
و من هنا يمكن القول بأن اختبار FSH المعتاد الذي يجري عن طريق الدم اثبت انه كلما زادت نسبة هذا الهرمون قلت فرص الحمل السليم مع العلاج حتي مع استخدام التقنيات العلمية الحديثة
نبذة تاريخية عن اختبار FSH
في الماضي كان اختبار FSH بمثابة تحليل بسيط يسهل اجرائه حتي علي الفئران حيث كان هذا الاختبار حدثً هائل سمح لاطباء النساء و التوليد بتحديد ما اذا كان السبب في صعوبة الحمل هو انقطاع الطمث المبكر ام لا في الحقيقة لقد كان هذا الاختبار ان ذاك طفرة علمية هائلة مثلما كان افتتاح اول قسم لعلاج الامراض التناسلية في الولايات المتحدة عام 1939 و لقد تم اختيار الدكتورة جونس لكي ترأس هذا القسم الجديد في احد المراكز الطبية الشهيرة و المتخصصة في علاج الامراض التناسلية بولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الامريكية و تعد الدكتور واحدة من الخبراء القلائل المتخصصين في هرمون FSH في ذلك الوقت كان اختبار FSH علي الفئران هو اول اختبار يجري في هذا القسم الجديد منذ حوالي 65 سنة ماضية
و في ذلك الوقت كان اختبار FSH يتم اجراءه عن طريق البول بدلاً من الدم و بعد ذلك يقوم الاطباء بأستخلاص الهرمون من عينة البول بقدر المستطاع ثم يقوموا بحقن الهرمون في داخل وريد ذيل الفأر و تؤدي زيادة هذا الهرمون عند الاناث من الفئران الي تضخم الرحم و المبايض و بعد ثلاثة ايام يتم اجراء استئصال الرحم لانثي الفأر ثم يقوم الاطباء بعد ذلك بوزن الاعضاء و يتحدد الوزن طبقاً لقياس وحدات الفأرة
تشير هذه الوحدات الي قياس معدل FSH الذي يعني ارتفاعه ان المريضة قد بلغت مرحلة انقطاع الطمث
يقول الدكتور جونس ان الاختبار كان بدائياً و لكنه قد يكون غاية في الاهمية بنسبة لسيدة تبلغ من العمر 32 سنة و تشكو من انقطاع الطمث لمدة عامين في هذه الحالة نجري اختبار البول لتلك السيدة لنحدد ما اذا كان معدل FSH في دمها يشير الي بلوغ مرحلة انقطاع الطمث المبكر ام لا لقد كان هذا الاختبار مفيد للغاية .
تطور عقار الخصوبة الخاص بهرمون FSH
بينما اجري الاطباء بعض التعديلات علي الاختبار لاكتشاف معدلات FSH لدي مرضاهم قام العلماء بوافر طاقتهم بجمع هرمون FSH لتطوير عقارات الخصوبة
في البداية كانوا يستخرجونه من الحيوانات مثل الجياد و الخنازير و القردة كما كانوا يقومون ايضاً بفصل الهرمون عن المصدر الفعلي له داخل جسد الانسان اي الغدة النخامية و علي الرغم من تلك المحاولات لم يتم التوصل الي تلك العقاقير من حيث الكم و الكيف حيث كان من المتوقع لتلك العقاقير ان يتم انتجها بمعدلات مرتفعة
و علي الرغم من ذلك في اواخر الاربعينات من القرن العشرين اثبت العلماء العاملون في احدي الشركات الايطالية ان هذا الهرمون و بعض البروتينات الاخري المستخلصة من بول احدي السيدات التي تمر بمرحلة انقطاع الطمث تعمل علي تشجيع البويضات علي النمو في مبايض الاناث من الفئران ادي الاكتشاف الاخير الي اختراع اول دواء منشط لحويصلات المبيض و هو بيرجونال يقول لويس اوديا نائب رئيس القسم الطبي لهذه الشركة ان FSH كان هدفاً لتطوير العقار قبل ان يعرف اي شخص ماهيته كما يضيف لويس بشكل عام عندما يكون الباحثون واثقون من وجود شيء ما فأنهم يبدأون علي الفور بالبحث عن طرق استخلاصه و استخدامه كعقار و لكن المشكلة كانت تكمن في عزل هذه المادة في شكل نقي ووافر
و حين حقق العقار نجاح تابعت الشركة سيرها في هذا المجال و قد عقدت العزم علي انتاج هذا العقار بكميات كبيرة لم تكن هذه المهمة سهلة علي وجه الاطلاق من حيث جمع البول من سيدات تجاوزوا مرحلة انقطاع الطمث ثم استخلاص هرمون FSH و بعد ذلك انتاج الهرمون بكميات كبيرة علي هيئة حقن لقد كانت هذه التجربة الطبية التي اجريت في ايطاليا هي الاولي من نوعها حيث جندت الشركة حشد كبير من السيدات المتطوعات لهذا المشروع
اختبار FSH الاول و التنبؤ بنتائج العلاج
احتلت الدكتورة جونس مكان الصدارة في هذه التقنية ايضاً ففي دراسة تاريخية نشرت عام 1988 كانت الدكتورة و العديد من الاطباء الذين يعملون معها في علاج الامراض التناسلية اول من وضع اختبار FSH كمؤشر لمدي استجابة اي سيدة لجلسات التخصيب في الانابيب اظهر التقرير لاول مرة ان فحص مستوي هرمون FSH في اليوم الثالث من الطمث يمكن ان يساعد الاطباء في اكتشاف مدي تجاوب مبايض المراءة للأدوية الخاصة بهذا الهرمون و في النهاية تتضح فرص نجاح التخصيب بالأنابيب كما اكتشف الباحثون ان السيدة ذات المعدلات المرتفعة من FSH تقل استجابتها للعلاج كما تكون فرص الانجاب لديها شبه منعدمة
ركزت العديد من الابحاث الاخري علي القيمة التنبؤية لمستوي FSH الي جانب الاختبارات الاخري التي تمكن الطبيب من فحص الساعة البيلوجية
ظهرت هذه الاختبارات في اثناء اكتشاف تقنية التخصيب في الانابيب و السبب وراء ذلك هو ببساطة شديدة بحث الاطباء عن طريقة لمعرفة درجة نجاح العلاج بالتخصيب في الانابيب لدي اي سيدة قبل ان تقوم به فعلياً حيث ان العلاج بالتخصيب في الانابيب مكلف للغاية و له اثاره المدمرة في حالة فشله
لقد وفر التخصيب في الانابيب العناصر المهمة لاستيعاب كيفية التنبؤ بنجاح عملية التخصيب المنتظرة باستخدام هذه التقنية يمكن للأطباء معرفة عدد البويضات التي استجابت لعقاقير FSH و عدد البويضات التي تم تخصيبها و ما اذا كانت هذه البويضات قادرة علي تكوين حمل سليم ام لا و بالتالي يعد اجراء تحليل الدم يمكن للأطباء بدقة تحديد ما اذا كانت تلك المستويات تعطي مؤشراً ايجابياً ام لا يستمر هذا النوع من الابحاث حتي اليوم و يكشف عن معلومات غير مسبوقة عن الساعة البيلوجية .