ويكي حياتي

أفضل موقع عربي في جودة المحتوى ودقة المعلومة

الرئيسيةالاقسام الاسلاميةمقالات اسلاميةثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم

كتب : Sara
نشر منذ : 7 سنوات
في تاريخ أبريل 04,2017
ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم

كم تتوق النفس الى نظرة لوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا عن الحياة معه لأكثر من عشرون عام، ومعرفة ما يسره؟! ومتى يغضب أو يحمر وجهه؟ ومعرفة ما يحب، وما يكره، وكل تفاصيل حياته، ومعرفة وابلاغ ما ورد على لسانه لعباد الله، ماذا أن ترى القرآن يسير أمامك على الأرض؟ وتتعلم مكارم الأخلاق على يد خير البرية، كم نشتاق الى حبيبنا رسول والله، وكم تدمع العيون على تقصيرنا في أمور ديننا، وتهتز القلوب وتقشعر الأبدان عندما نقرأ سيرة الرسول، وأعمال الصحابة وحبهم لرسول الله، وما أصابهم وتحملوه من أجلنا وليصلنا ديننا هكذا، وها نحن نتحدث عن صحابي من صحابة رسول الله ومولى له، لا يفارقه حتى توفى رسولنا صلى الله عليه وسلم، رافقه في الحياة إلى الممات، إنه ثوبان بن بجدد أو جحدر وكان يلقب بأبي عبد الله أو أبى عبد الرحمن، ولكن الأصح هو أبى عبد الله، ولقد ولد بمكان يقع بين اليمن ومكة يسمى السراة، وقيل أنه من حمير، وأيضا قيل أنه حكمي وهم عشيرة حكم بن سعدة، ولكن تم سبي ثوبان واشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقه بعد ذلك، وقال له: “إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم وإن شئت أن تكون منا أهل البيت” ولكن ثوبان أختار أن يكون مع رسول الله وكم أحبه الله لجعله مولى لرسول الله.

كلمة مولى لها أكثر من معنى حسب الموضع؛ فالعبد يقول لسيده مولاي، وأحيانا يقول الناس على الرجل التقي مولانا، وذلك وفقا لقوله تعالى: ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ )، وأحيانا يقال مولى لمن يملك شيء فهو مولاه وهكذا، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من رجل تطوع لخدمته، فقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه القيم زاد المعاد: فصل في خدامه صلى الله عليه وسلم: فمنهم أنس بن مالك وكان على حوائجه، وعبد الله بن مسعود صاحب نعله وسواكه، وعقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته يقود به في الأسفار، وأسلم بن شريك وكان صاحب راحلته، وبلال بن رباح المؤذن وسعد موليا أبي بكر الصديق، وأبو ذر الغفاري، وأيمن بن عبيد وأمه أم أيمن موليا النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أيمن على مطهرته وحاجته. فهؤلاء هم خدامه صلى الله عليه وسلم، وكان تعامله معهم يشهد له التاريخ بالاحترام والتقدير والحب والود فكان روسلنا أحسن الناس خلقا مع الجميع، فحدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع قالا حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا فعلت كذا).

لقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للصحابة بمن يستطيع أن يعيش دون أن يطلب من الناس أي شيء لا من السلاطين ولا الأمراء ولا أي أحد، فقط يسأل الله فيما يرد، والرسول سوف يتكفل له بأنه سيكون من أهل الجنة، فكان ثوبان رضى الله عنه وأرضاه من وافق على عرض الرسول، فلقد روى أبو داود بسنده عن ثوبان قال: قال رسول الله: “من يتكفل لي أن لا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة؟”، فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدًا شيئًا، ومن بعد ذلك الوقت لم يسأل ثوبان أي أحد عن أي شيء يحتاجه، حتى أنه قيل أنه اذا كان راكب فوقع السوط منه لا يسال أحد ليناوله السوط ولكن ينزل بنفسه ويأخذه، فلقد نفذ ما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير تنفيد، وكان عبد صالح جمعنا الله معه في الفردوس فكل مع من أحب، ولقد كان ثوبان رضى الله عنه من أحرص الناس على توصل العلم حتى في مرضه، لما بعث الأمير أن يزوره وكان مريضًا ولما أراد الأمير الخروج أخذ ثوبان بردائه، وقال له: اجلس حتى أحدثك. سمعت رسول الله يقول: “ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم، ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفًا”، ولقد ورد على لسانه أكثر من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنذكرهم لنستفيد منهم جعله الله في ميزان حسنات ثوبان وفى ميزاننا.

روى مسلم بسنده عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال: قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله فقال: “عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة”. قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان. فلنكثر من السجود والعبادات لنرتقي ونعلى في الدرجات كما قال لنا رسول الله وعنه، كذلك قال ثوبان حديث عن رسول الله خاص بالاستغفار فقال: كان رسول الله إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام، قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله أستغفر الله. وقال ثوبان أيضا حديث عن رسول الله نحيا فيه الآن ويجب أن نذكر قول الله: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ‌ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُ‌وا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ } [الرعد من الآية:11]، وقال ثوبان أنه: قال رسول الله: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها”، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: “بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن” فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: “حب الدنيا وكراهية الموت”. روى الحاكم في المستدرك عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم، ثم ذكر شيئا فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي”.

هناك حديث أخر من موقف الرسول مع اليهودي، فلقد وروى مسلم أيضًا بسنده أن ثوبان مولى رسول الله حدثه قال: كنت قائمًا عند رسول الله فجاء حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها، فقال: لم تدفعني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول الله، فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله، فقال رسول الله: “إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي”، فقال اليهودي: جئت أسألك فقال له رسول الله: “أينفعك شيء إن حدثتك”، قال: أسمع بأذني، فنكت رسول الله بعود معه، فقال: “سل”.. فقال اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله: “هم في الظلمة دون الجسر”، قال: فمن أول الناس إجازة؟ قال: “فقراء المهاجرين”، قال اليهودي: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: “زيادة كبد النون”، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: “ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها”، قال: فما شرابهم عليه؟ قال: “من عين فيها تسمى سلسبيلاً”، قال: صدقت، قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان، قال: “ينفعك إن حدثتك”، قال: أسمع بأذني، قال: جئت أسألك عن الولد قال: “ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله”، قال اليهودي: لقد صدقت، وإنك لنبي، ثم انصرف فذهب، فقال رسول الله: “لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله به”.

وفى نهاية حديثنا عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب أن نعلم أنه قد شهد فتح مصر، وفى أخر حياته ذهب إلى حمص، ومات هناك في عام أربعة وخمسون من الهجرة. رحم الله السابقون الأولون، رحم الله عباده الصالحين، رحم الله من علموا القول فاتبعوا أحسنه، ولتجعل علمك ثمرة تعمل بها وتستفيد منه وتفيد غيرك، فبحثك اليوم يدل على اهتمامك بحب رسول الله، وصحابة رسول الله، فلنتحدث عنهم وعن مكارم أخلاقهم، ولنقتدي برسولنا، ولنعمل بمثل ما عمل؛ لنلحق بهم، ولتزيد من القراءة عنهم فكل مع من أحب في الجنة، والمحب لمن أحب متبع.

ثوبانخدمة رسول اللهفى حب رسول اللهكيفمن لم يسال الا اللهمن هو خادم الرسول

شارك معرفتك مع الأصدقاء

اقرأ ايضا

عرض المزيد