مقومات الحياة الزوجية
هناك مقومات أساسية تقوم عليها الحياة الزوجية وتعلم تلك المقومات هو الخطوة الأولى لزواج سعيد إذا ما تبع التعلم العمل بها.
أكثر المشكلات التي يمر بها الزوجين تحدث بسبب أحد الأسباب التالية:
- عدم إدراك الزوجين لأسس الزواج الإسلامي السليم.
- ضعف التربية والوازع الديني.
- إيذاء الطرفين لبعضهم البعض.
واستناداً إلى الشريعة الإسلامية يمكن تلخيص مقومات الحياة الزوجية فيما يلي:
المودة والمحبة
الحب والعاطفة هي الألوان التي تزين الحياة وتجملها، فلا جمال في الحياة بدون ألوان، وكذلك لا رونق في الحياة الزوجية بلا محبه.
والحب الذي يعرفه الإسلام هو الحب الفعلي الذي يعبر عنه صاحبه بالأفعال والسلوك لا مجرد الكلام، وإن كان التعبير اللفظي مهم أيضاً ومما حثنا عليه الرسول الكريم لما له من أثر طيب على النفوس، ولحاجة المرأة إلى ان تسمع كلمات المحبة والمودة وأن تتردد على مسامعها تكراراً ليطمئن قلبها وتكتسب الثقة وتتجدد مشاعرها ومحبتها لزوجها.
وقد يستهين البعض بضرورة التعبير عن الحب باعتباره أمر مسلم به، وهذا ناقوس خطر فالجميع يحب أن يسمع بأنه محبوب وتجاهل ذلك إنما يطفئ شعلة الدفيء في العلاقة الزوجية.
التعاون والتفاهم
التعاون والتفاهم هي واحدة من المقومات الأساسية لبناء بيت سعيد وحياة زوجية سليمة، فصحيح ان لكل من الزوج والزوجة دور خاص محدد إلا أن وجود التفاهم بينهم يزيل تلك اللوائح والحدود، فيسعى كل منهم لمساعدة الأخر ودعمه ويتمنى له التوفيق والنجاح.
وفي الإسلام والسير الطيبة نماذج كثيرة للنساء المتعاونات مع أزواجهن وخير مثال لنا على التفاهم والتعاون السيدة خديجة ومواقفها النبيلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويستدعي التفاهم بين الزوجين بعض المرونة فلا يتمسك إحداهما برأيه ويتشبث به وإنما يسمح بفرصة للمفاهمة والمناقشة والوصول لحلول وسطى عند الخلاف مادامت المسألة لا تتعدى على حدود الله جل وعلا.
من صور التعاون بين الزوجين هي التعاون في تربية الأبناء وأمور المنزل وشؤون الدنيا، كمان لا يخلو الأمر من التعاون على أمور الأخرة فيشجع كل منهما الأخر على السباق في رضا المولى عز وجل والالتزام بالعبادات والمعاملات الطيبة التي ترضي الله ورسوله.
فخير زوج لزوجه هو الذي يعينه على شئون الدنيا والأخرة ويذكره إن نسى او أخطأ.
حسن المعاشرة
الزواج هو مرحلة جديدة للطرفين تبدأ وتنتهي بالمعاشرة، فالعشرة بينهم يجب ان تبنى على مبادئ المودة الألفة وحسن الخلق،
وهناك عدة مفاهيم لمعاشرة المرأة معاشرة حسنة ركزت عليها الشريعة الإسلامية
- العشرة الحسنة: وأول مبادئ العشرة الحسنة بين الزوجين هي إحسان كل منهما للأخر، وألا يسيء واحد منها للطرف الأخر، وإنما يجب ان تكون العيشة والحياة بينهما مبنية على المعاملة الطيبة والألفة لا العناد والإساءة والمكابرة.
- الإكرام والرحمة: هناك العديد من الأحاديث والسير التي تحث الزوج على إكرام زوجته في محبتها وفي معيشتها، فمن تزوج امرأة فعليه بإكرامها بعد ان أخذها من بيت أهلها حيث عاشت معززة مكرمة، فلا يبخل عليها ولا يسيء لها لأنها مصدر راحته وسكنه.
وعليه أيضاً أن يرحم ضعفها ويسامحها على الهفوات فلا يقف لها على كل كبيرة وصغيرة وإنما يرتقي في معاملتها، وربما احتاجت ان يعاملها كابنته وفلذة كبده في بعض الأحيان فلا تبخل عليها.
- عدم استخدام القسوة
نهانا الرسول الكريم عن استخدام القسوة مع الزوجة سواء بالضرب أو بالصياح في وجهها، وذلك لأنها إنسانه رقيقة تعذبها وتخدشها مثل تلك التصرفات العنيفة، ولما لتلك القسوة من أثر يترك في النفوس تصعب مداواتها أو معالجتها ولربما ولدت الحقد والكراهية.
المداراة وضبط النفس
الحياة الزوجية معرضة لنشوء بعض الخلافات والنزاعات بين الزوجين، وذلك وضع طبيعي فنحن لا نعيش في عالم مثالي، ولكن التصرف في مثل هذه المواقف هو الذي يجب النظر عليه بعين الاعتبار، فيجب على المرء ضبط نفسه وامتصاص غضب الطرف الثاني، وتعلم غض الطرف في بعض الأحيان عن التفاهات والمشكلات والجدل الذي بلا معنى او طائل.
فعلى المرء ان يدرب نفسه على ضبط النفس في الغضب فلا يخرج كلمات قاسية جارحة، وعليه ان يدرب نفسه أيضا على تحمل غضب وعصبية الطرف الاخر فلا يزيد الامر سوءا بمبادلة الخطأ بخطأ وانما عليه ان يصمت تماما حتى يهدأ الطرف الأخر وبذلك تعبر المشكلات فلا تكون سبباً في غرق السفينة.
التزين
على كل من الزوجين ان يحرصا على ان يظهرا بمظهر جميل امام الطرف الاخر، فالأمر لا يقتصر بتزين الزوجة لزوجها فقط، وإنما على الرجل ان يحرص على التزين لزوجته أيضا لما لذلك من أثر طيب وزيادة عفة للمرأة.
والتزين يشمل الحرص على اللباس الجيد والنظافة والرائحة الطيبة التي تحبب الغير فيك، وألا تكون بمظهر أو رائحة منفره فتكره زوجتك الجلوس بقربك.
وكان رسولنا الكريم خير قدوة في لباسة الجميل ونظافته ورائحته الطيبة دوما وبشاشته رزقنا الله اياكم أن يجمعنا به في جنات نعيم.
مراعاة إمكانيات الشريك
على الزوجة أن تراعي زوجها فلا تكلفه ما لا يطيق في النفقة، فكل زوجة هي أدرى بظروف زوجها المادية فيجب عليها مراعاتها وعدم إحراجه بطلبات لا يقدر عليها، ولا تنظر لغيرها من النساء فكل بين له ظروفه الخاصة.
وكذلك على الزوج أن يراعي ظروف زوجته المادية والنفسية ويراعي ظروف مرضها وانشغالها فلا يحملها ما لا تطيق.
فيتكفل الرجل بالمسكن والمأكل والمشرب لزوجته، فيطعمها مما يأكل ويلبسها مما يلبس، وإن رزقه الله اليسر فلا يبخل عليها بما تريد.
ما تقدم يعتبر الأسس والمقومات الأساسية التي يقوم عليها البيت المسلم استناداً إلى الشريعة الإسلامية، فاحرص أخي وأختي على تطبيقها ولكم الأجر والسعادة بإذن الله.