مجالات الإرشاد النفسي
يعتبر الإرشاد النفسي التخصص الأوسع نطاقاً من ضمن خمس مجالات لقسم علم النفس التطبيقي.
و تتنوع مجالات الإرشاد النفسي، و يشتمل علم الإرشاد النفسي على مجموعة واسعة من الممارسات الثقافية الحساسة التي تساعد الناس على تحسين معيشتهم، و تخفيف الضيق والاختلال النفسي، حل الأزمات، وزيادة قدراتهم على العمل بشكل أفضل في حياتهم، و لكن ذلك يتم مع أخذ اعتبارات كالقضايا والمشاكل التنموية الطبيعية المرتبطة مع الاضطرابات الجسدية والعاطفية والعقلية، فالإرشاد النفسي تخصص يحمل منظورا فريدا في نطاق مجالات علم النفس التطبيقية الواسعة.
و اما عن الطبيب النفسي الإرشادي فهو شخص يجمع ما بين المفاهيم النظرية مع أحدث الاكتشافات العلمية في مجال الصحة السلوكية بطريقة عملية، و ذلك بطريقة مفيدة من خلال الإعدادات العلاجية و التعليمية.
و توضح أحدث الأبحاث الطبية أن التفاعل المعقد بين الناقلات العصبية يكون أن أقل في الفرد الذي يعاني حاليا من الاكتئاب.
و يعتبر المرشدين النفسيين هم ما يعطوا مجال علم النفس إنسانيته، فلولا هؤلاء الأفراد المتفانين في عملهم، فإن كل الدراسات النفسية والعصبية في العالم كانت ستكون لديهم بدون التطبيق العملي.
و نجد أن المرشديين النفسيين يميلوا إلى العمل مع الأفراد والجماعات، والأزواج أو الأسر التي لديها مشاكل طبيعية في الحياة اليومية، أكثر من الطبيب النفسي العادي.
و تتعدد مجالات الإرشاد النفسي، فالإرشاد في حد ذاته هو كلمة واسعة جداً فهو يشمل على العديد من الفرص في عدد من الحقول الفرعية للإرشاد.
فعمل المرشدين يمكن أن يكون في المدارس والمستشفيات وأماكن إعادة التأهيل، كما يوجد مرشديين نفسيين في عيادات خاصة، وهناك الكثير من التخصصات التي يمكن العمل بها في مجال الإرشاد، و يمكن تلخيص بعد مجالات الإرشاد النفسي في السطور التالية.
بعض أنواع مجالات الإرشاد النفسي الأكثر شيوعاً
1-إرشاد الزواج و الأسرة:
مستشارين أو مرشدين الزواج و الأسرة يقوموا بعلاج نفس القضايا مثل علماء النفس الآخرين، و من أمثلة ذلك الإكتئاب والقلق، و اضطرابات ما بعد الصدمات، و غيرها. ولكن عملهم يركز على القضايا التي تخص الفئة المستهدفة، و هي العائلة و الأسرة.
بعض القضايا التي يهتم بها مرشدين الأسرة هي النزاعات الزوجية والمشكلات السلوكية للمراهقين، والعنف المنزلي والقضايا المتعلقة بالعقم.
و يقوم مرشدين الزواج والأسرة بملاحظة كيف يتصرف الناس داخل الأسرة، وتحديد المشاكل في العلاقات، ثم يقوموا بوضع خطط العلاج التي تتناسب مع كل فرد و مع تلبية احتياجاته بالشكل الذي يجعل الأسرة كلها كوحدة تستطيع العمل لإسعاد و إفادة الجميع.
و مرشد الزواج و الأسرة يحتاج لبعض المهارات التي يجب توفرها لديه، مثل مهارات التعامل مع الآخرين يجب أن تكون قوية، أن يتسم بمعايير أخلاقية عالية، و أن يكون لديه الرغبة في التعاون، و ذلك بالإضافة إلى مهارات تحديد الأهداف.
2-الإرشاد لإعادة التأهيل:
الأشخاص الذين يعانون من إعاقة يحتاجون إلى ما يساعدهم على مواجهة التحديات و التي تتطلب حلولا مبتكرة.
فإذا كان الشخص يعاني من إعاقة جسدية أو عقلية أو عاطفية، فوجود المرشد النفسي لتقديم المساعدة و المشورة التأهيلية يساعدهم كثيراً على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، و يساعدهم على أن يعيشوا حياتهم بحرية أكبر.
و يكون عمل المرشدين لإعادة التأهيل في مجموعة متنوعة من دوائر الدولة وبرامج المجتمع، بالإضافة إلى إنهم يعملون أيضاً في القطاع الخاص في و المنظمات غير الربحية، مثل المدارس والكليات ومرافق الرعاية السكنية ومرافق إعادة التأهيل من المخدرات.
و الجدير بالذكر أن المرشد نفسي لإعادة التأهيل من المحتمل أن يقوم بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، إما بشكل فردي أو في مجموعات، و مع أرباب العمل، وتثقيفهم حول قوانين ذوي الإعاقة، و أيضاً يمكنه العمل مع وكالات التوظيف التي توفر الموظفين المعاقين لأصحاب العمل.
3- الإرشاد في مجال الصحة العقلية:
يقوم مرشد الصحة العقلية بتوجيه الأفراد و الأسر و الجماعات التي تتعامل مع القضايا التي تؤثر على صحتهم العقلية و معيشتهم.
و يقوم مرشد الصحة النفسية او مرشد الصحة العقلية بالعمل مع الأفراد والجماعات والمجتمعات المحلية لتحسين الصحة العقلية، تشجيع العملاء لمناقشة المشاعر والخبرات، دراسة القضايا بما في ذلك تعاطي المخدرات،و الشيخوخة،و البلطجة و إدارة الغضب، و الاكتئاب، و العلاقات، والقضايا المثلي، الصورة الذاتية، و الإجهاد والانتحار، بالإضافة إلى العمل مع أسر مساعدة العملاء على تحديد الأهداف وخطة العمل، و تطوير العمليات العلاجية.
4-الإرشاد في مجال علاج تعاطي المخدرات
المرشد النفسي في مجال علاج تعاطي المخدرات يقوم بتشخيص وتقييم مشاكل الإدمان، وعلاج المرضى بالطرق المختلفة.
لأن كل مريض يعتبر حالة منفردة و كل حالة تكافح الإدمان بطريقة مختلفة، فيقوم المرشد النفسي بتخصيص خطط العلاج لكل مريض على حدة.
و يجتمع عادة المرشد النفسي لعلاج تعاطي المخدرات بإنتظام مع المرضى إلى حين التماثل للشفاء و التعافي، و أيضاً يقوم المرشديين النفسيين بالعمل بشكل مكثف مع الأفراد في الأزمات.
و يعمل دائماً المرشد النفسي على تعليم المرضى كيفية تغيير مواقفهم والمعتقدات الخاطئة، ووضع استراتيجيات للتغلب على الإنكار و تجديد الأمل لديهم في تحقيق الشفاء التام.
و نظراً لأن مرضى تعاطي المخدرات هم عرضة للإنتكاس، فالعديد من مرشدين تعاطي المخدرات يعمل مع المرضى بشكل مستمر.
5- الإرشاد التربوي
أطفال المدارس تحتاج في بعض الأحيان إلى مزيد من الدعم و ذلك غالباً يكون من خلال المرشد الأكاديمي أو المرشد المدرسي، و هنا يأتي دور علماء النفس في المدرسة.
فالمرشد التربوي يعمل مع الطلاب على جميع المستويات، من المدارس الابتدائية إلى الجامعة، فالمرشدين التربويين يدعمون و يدافعون عن وجود حياة و معيشة كريمة للطلاب، كما إنهم يشكلون مصدراً قيماً للتنمية التعليمية والشخصية للطلاب.
و اما عن عمل المرشد التربوي فهو يساعد الطلاب على العمل من خلال قضايا مثل البلطجة، والإعاقة، وانخفاض احترام الذات، وضعف الأداء الأكاديمي، والقلق الاجتماعي، ومشاكل مع السلطة أو مشاكل في المنزل.
و في المدرسة قد يتجه المرشد التربوي إلى قد استخدام علاج واحد إلى واحد مع الطلاب، و هو عن طريق استخدام العلاج المناسب لكل طالب على حدة.
و قد يقوم المرشد التربوي بإستخدام كريقة آخرى في العلاج و هي من خلال العمل في مجموعات مع أفراد العائلة أو الزملاء لفهم والتغلب على المشاكل النفسية.
