أعراض الإكتئاب وأهم الأسباب المؤدية إليه
أعراض الإكتئاب وأهم الأسباب المؤدية إليه
يعد مرض الإكتئاب واحدا من أكثر الأمراض الشائعة فى الفترة الحالية والذى يتعرض الكثير من الأشخاص للإصابة به ، نظرا لظروف الحياة اليومية وهمومها والمشكلات التى يواجهها هؤلاء على مدار اليوم، فالعديد من الأشخاص معرضا لمواجهة الكثير من المحن والصعوبات والبعض منهم تتوافر لديه القدرة على تحمل المصاعب ، والبعض الأخر لا تتوافر لديه القدرة على تحملها ولذلك يتعرض للإصابة بهذا المرض، والذى يعنى حدوث تقلبات مزاجية حادة تؤدى إلى الشعور بالحزن والتعاسة الدائمة.
فالشخص المصاب بهذا المرض يفقد الإهتمام بالحياة، ويشعر وكأن كل الأشياء من حوله ليس لها معنى أو قيمة، كما انه لا يكون لديه هدفا واضحا يسعى إلى تحقيقه، فمرض الإكتئاب يؤثر على مشاعره وأفكاره وعلى الطريقة التى يتصرف بها تجاه المواقف المختلفة التى يتعرض لها بين الحين والأخر، كما يتسبب هذا المرض فى حدوث الكثير من المشكلات النفسية والجسدية، وبالتالى يكون من الصعب على الشخص المصاب به القيام بالأنشطة والمهارات المختلفة التى اعتاد على القيام بها فى وقت مسبق.
فمرض الأكتئاب يجعل الشخص لديه شعور باليأس الدائم وفقدان الأمل فى كل شىء، ليشعر وكأن الحياة لا تستحق أن تعاش على الإطلاق، وهذا المرض لا يعتبر مجرد حالة عارضة أو نوبة عابرة، ولكنه من الأمراض التى تأخذ فترة زمنية طويلة تختلف من شخص لأخر بحسب شدة الحالة، ويتطلب وقتا من العلاج وفقا له يراه الطبيب المختص والمعالج، حيث تختلف النوعية والكمية الخاصة بالأدوية التى يقوم الطبيب بصرفها من شخص لآخر بحسب نوع الحالة.
أسباب الإكتئاب
تتواجد مجموعة من الأسباب والعوامل التى تؤدى إلى الإصابة بهذا المرض والتى تتمثل فى الأتى:
الوراثة، فإحتمالية الإصابة بهذا المرض تتزايد حالة وجود تاريخ مرضى عائلى للإصابة به، حيث أن الجينات تنتقل من الأب أو الأم إلى الأبناء وبالتالى يتعرضون للإصابة به، ويقوم الكثير من الباحثين بعمل الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية للتوصل إلى الجينات التى تدخل بصورة مباشرة فى الإصابة به.
الهرمونات، فالإضطراب فى الهرمونات الخاصة بالشخص يؤدى إلى حدوث تغيرات معينة تكون الدافع الرئيسى للإصابة بمرض الإكتئاب، ويستدل على هذه الحالة بصورة أكبر عند النساء، وبخاصة أثناء فترة الحمل ومرحلة ما بعد الولادة.
كيمياء الدماغ، والتى تعد أحد أهم الأسباب المسئولة عن الإصابة بمرض الإكتئاب، وقد أشارت الكثير من الدراسات الحديثة على أن حدوث الخلل فى تلك الناقلات العصبية يؤثر بصورة كبيرة على الشخص ويؤدى إلى إصابته بالتقلبات المزاجية الحادة التى قد تكون عاملا رئيسيا للإصابة بهذا المرض.
الأسباب البيولوجية، فالأشخاص المصابون بمرض الإكتئاب يعانون من حدوث تغيرات فى الدماغ، ويكثف العلماء بحوثهم والدراسات التى يقوموا بها للوقوف على مثل هذه الأسباب المؤدية اليه.
أشكال الإكتئاب
قام العلماء المتخصصين بتصنيف مرض الإكتئاب إلى مجموعة من الأشكال والصور المختلفة والتى تتمثل فى الأتى
الإكتئاب البسيط، وهذا النوع من الإكتئاب يعانى الشخص المصاب من الأعراض الشديدة لهذا المرض، ولكن بحدة أقل ويستمر لفترة زمنية طويلة، ولكن تعد هذه المرحلة من أقل المراحل حدة مقارنة بالمراحل الأخرى التى تتزايد فيها حدة هذا المرض ويستمر لفترات زمنية أطول ويحتاج إلى علاج أطول.
الإكتئاب الجزئى، وهذا النوع من الإكتئاب الذى يعانى منه الشخص المصاب لفترة زمنية طويلة من الممكن أن تصل إلى عامين أو أكثر، ولكن الأعراض الخاصة بهذه الحالة تأتى بحدة أخف من الإكتئاب الشديد الذى يصل فيه الشخص إلى مراحل متطورة قد يصعب علاجها.
الإكتئاب الشديد، وهذا النوع من الإكتئاب الذى يتعارض بشدة مع قدرات الشخص على العمل أو الدراسة أو القيام بالمهام والأنشطة المكلف بها، كما أنه يتسبب فى حدوث إضطرابات أثناء النوم، ويؤدى إلى فقدان الشهية وبالتالى خسارة فى الوزن، كما انه يفقده القدرة على الإستمتاع بالحياة وملذاتها، وهذا النوع يتكرر حدوثه مرة واحدة فقط فى حياة الإنسان ومن الممكن أن يتكرر أكثر من مرة تبعا لإختلاف الأشخاص المصابين.
أعراض مرض الإكتئاب
هناك مجموعة من الأعراض والإشارات التى يستدل بها على وجود هذا المرض والتى تتمثل فى الأتى
ملاحظة وجود تغيرات وتقلبات مزاجية حادة يعانى منها الشخص المصاب، كما انه يفقد القدرة على التصرف على طبيعته.
يفقد الشخص المصاب بهذا المرض الأهتمام بممارسة الهوايات والأنشطة التى كان يقوم بها فى وقت مسبق.
إنخفاض طاقة الشخص المصاب، والشعور بالتعب والإرهاق الشديد حتى مع عدم القيام بأعمال شاقة.
ملاحظة وجود بطىء فى عملية التفكير والحركة والتحدث التى يقوم بها الشخص المصاب.
سيطرة المزاج الحزين والمشاعر السلبية على الشخص المصاب.
الشعور بالقلق والتوتر والخوف من بعض الأشياء المحيطة من حوله.
الشعور بالفراغ الكبير.
الشعور بالذنب والعجز الكبير، لإحساسه بعدم القدرة على القيام بالأشياء والممارسات التى أعتاد عليها.
حدوث حالة من التدنى والإنخفاض فى مستوى القدرات الخاصة به.
تدنى تقدير الذات.
وجود صعوبة فى عملية التفكير وعدم القدرة على التركيز بصورة كبيرة وإتخاذ القرارات المناسبة.
كثرة النسيان، فالشخص المصاب يتسم بكثرة نسيان الأشياء والأمور من حوله، لعدم التركيز فيها بصورة كبيرة، لأنه لا يبالى بالأشياء ولا يهتم بها.
التفكير فى الموت، فالشخص المصاب يكون لديه ميولا واضحة للإنتحار ويحاول فعل ذلك التصرف للتخلص من حياته التى يراها أنها لا تستحق التعايش فيها.
الشخص المصاب يسيطر عليه الشعور بالتشاؤم واليأس الشديد.
فقدان الشهية ، فالشخص المصاب يفقد الرغبة فى تناول الطعام،وبالتالى يتعرض لخسارة الوزن الشديد أو زيادة فى الوزن، فالبعض من الأشخاص قد يكثر من تناوله الطعام والبعض الأخر يقلل من تناوله للطعام، كلا حسب الحالة الخاصة به.
حدوث إضطرابات أثناء النوم، فالشخص المصاب يعانى من حالات الأرق ، وفى بعض الحالات يصاب بالنوم الزائد عن اللزوم وبصورة مبالغ فيها.
الإصابة بالصداع، وحدوث إضطرابات فى الجهاز الهضمى، الأمر الذى قد ينجم عنه الشعور بالألم.
ويجب أن نوفر الدعم للشخص المصاب بهذا الداء، ونساعده على التخلص منه، وهذا الأمر الذى يتحتم علينا التعرف على أهم المسببات والدوافع الخاصة به والتأثيرات الخاصة به، والطريقة الصحيحة التى يتم الإعتماد عليها للتعامل مع الشخص المصاب، حتى تتوافر لدينا القدرة على تقديم يد العون له، مع ضرورة التخلى بالصبر على المصاب، لأن العلاج الخاص بهذا المرض يتطلب وقتا طويلا وفترة زمنية تطول والتى تختلف من شخص لآخر تبعا لإختلاف الحالة وشدتها والمرحلة التى وصلت إليها.
وهناك مجموعة من الأمور التى يمكن الإعتماد عليها أثناء التعامل مع الشخص المصاب والتى تتمثل فى الأتى
تشجعيه على الإلتزام بالعلاج، وإتباع إرشادات الطبيب المعالج مع تذكيره بأوقات الدواء التى يتطلب أن يتناولها فى الأوقات المحددة لها وفقا لما قاله الطبيب.
الإنصات له جيدا وإعطائه الإحساس بالإهتمام الدائم ليستشعر بمدى أهميته بالنسبة للأشخاص المتواجدين من حوله، ومحاولة فهم مشاعره على نحو سليم.
تذكيره بالطاقة الإيجابية الكائنة بداخله ومحاولة تشجيعه على الإستفادة منها ، وبخاصة ان الشخص المصاب يميل إلى الحكم على نفسه بتدنى القدرات.
توفير المساعدة والدعم له وتشجيعه على القيام بروتين يومى محدد، مع العمل على توفير بيئة مناسبة من حوله خالية من التوتر والقلق قدر المستطاع، لأن المناخ الغير ملائم قد يؤدى إلى تفاقم الحالة ويؤدى إلى حدوث تأثيرات سلبية حادة على الشخص المصاب.