مع اقتراب الشتاء: روسيا توقف تصدير الغاز الطبيعي الى أوروبا
ما زالت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة، والتي ترتب عليها الكثير من النتائج السلبية التي لا حصر لها، وذلك بسبب تعاطف الدول مع اوكرانيا وتأييدها لموقفها ضد اوكرانيا، هذا بالإضافة إلى ان الكثير من الدول قامت بقطع معاملاتها مع روسيا وتهديدها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولكن روسيا قوية بالدرجة الكافية لكي تقوم بالدافع عن نفسها، واستخدام أسلحتها المختلفة ضد هذه الدول، ومن أهم الدول التي استخدمتها روسيا ضد هذه الدول هي وقف تصدير الغاز لأوروبا، وفيما يلي سنتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل فتابع معنا.
توقف إمدادت الغاز الروسي لأوروبا
في الأيام القليلة الماضية قامت ألمانيا برفع درجة الحذر حول توقف إمدادات روسيا لها بالغاز الطبيعي، وتعتبر هذه الخطوة بمثتابة ناقوس الخطر الذي يدق لينذر الجميع عن قرب اعلان حالة الطوارئ.
وصرح روبرت هابيك الوزير الاقتصادي لألمانيا بأن ألمانيا تعاني من مشكلة كبيرة وهي أزمة الغاز التي تواجهها، وذلك بعد أن قامت شركة غازبروم وهي أحد الشركات الروسية الخاصة بإمدادت الغاز لتخفيض صادراتها لاوروبا إلى 60% .
هذا وقد صرحت الحكومة الالمانية أنها لن تسمح نهائيا باصدار قانون ينص على ان الزيادة في تكلفة الغاز يقوم بتحملها المستهلك النهائي هذا بالرغم من أن الكثير من شركات الطاقة تقوم بالضغط على الحكومة الألمانية من أجل تفعيل هذا القانون.
وقد أصرت الحكومة الألمانية على موقفها وذلك من اجل حماية المواطن الألماني من الزيادة في أسعار الفواتير الخاصة بطاقة المنازل، وهو عكس موقف بريطانيا والتي تضاعفت فيه الفواتير الخاصة باستهلاك الوقود المنزلي إلى أضعاف مضعفة، وذلك نتيجة سمح الحكومة لشركات الغاز برفع أسعار الغز على المستهلك النهائي بمستوى غير متوقع.
ومن الجدير بالذكر أن أسعار تداول الغاز الطبيعي ارتفعت أربع مرات منذ نهاية عام 2021 قبل وقوع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولكن منذ بداية الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير من العام الجاري بدأ الغرب يتفنن في فرض العقوبات المختلفة على روسيا، هذا بالإضافة إلى أن الكثير من الدول الاوربية قامت بالسعي إلى انهاء اعتمادها على الغاز الذي تقوم باستيراده من روسيا، وبشكل خاص الغاز الطبيعي والذي يشكل 40% من احتياجات اوروبا من الغاز.
شتاء الأزمة
وصرح فاتح بيرول وهو المدير التنفيذي الخاص بوكالة الطاقة الدولية بأنه يجب على جميع الدول الأوربية استعدادها الكامل لوقف الغاز عنها من روسيا خلال هذا الشتاء، ويرجع السبب في ذلك في أن شركة غازبروم قامت بتقليل صادراتها لأقل حد ممكن من الغاز لدول أوروبا، وهو الامر الذي يجعل أمر ملء الخازانات الخاصة بالغاز التي تقوم بها أوروبا استعدادا لبداية الشتاء أمر يكون في غاية الصعوبة.
وأضاف بيرول أنه من الوارد جدا أن تقوم الدول الأوربية بتوفير الكثير من استهلاكها وتقنينه لأقل حد ممكن وخاصة في الأمور التي تتعلق بالصناعة خلال الفترة القادمة.
وفي احد المقابلات الصحفية التي حدثت بين أحد الصحف في بداية الشهر الحالي مع بيرول إنه في حالة تعرض أوروبا لشتاء شديد البرود وقارس فإنه لا يمكن أن استبعد ان تقوم أوروبا بتقليضص احتياجاتها من الغاز الطبيعي والتي ستبدأ بـ تقليل الصناعات أو عدمها من الأساس التي تعتمد على الغاز الطبيعي، وربما يسوء الأمر أكثر من ذلك حتى تعمل أوروبا على تحجيم الغاز الطبيعي الذي يتم استخدامه بالمنازل.
وقامت أحد الشركات الروسية بخفض حجم الصادرات من الغاز إلى أوروبا من خلال خط الأنابيب الخاص بـ نورد ستريم وهو الخط الواصل إلى ألمانيا، ولكن النتائح وصلت لعديد من الدول الاوربية والتي تتمثل في جمهورية التشيك والنمسا، وسلوفاكيا وإيطاليا، هذا بالإضافة إلى الكثير من الشركات التي قامت بوقف الغاز عن الكثير من الدول مثل بولندا، وفرنسا وبلغاريا وهولندا.
وجاءت هذه الأحداث في الوقت الذي كانت دول أوروبا تسعى إلى ملئ خزاناتها من الغاز الطبيعي والذي يقدر بأنها استعادة نصف مخزونها من هذه الخزانات، وقد حدثت الكثير من المفاوضات بين أوروبا وروسيا من أجل استكمال ملء هذه الخزانات وحتى 80% كحد أدنى، وذلك بحلول شهر نوفمبر للعام الجاري، ولكن بالرغم من كل هذه المفاوضات من الدول الأوربية لروسيا لكن البدائل لم تكن كافية لحل الأزمة.
وتقلت أحد الصحف الأوربية تصريح قام باصدراه أحد محللي شئون النفط والغاز بأن الحل الوحيد بلمء الخزانات الاوربية الخاصة بالمخزون هو ان نشتري بأسعار مرتفعة للغاية، ويرجع السبب في ذلك في أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم ببيع الغاز إلى أوروبا بدل من أن تبيع للدول الآسيوية، وذلك لأن الدول الاوربية تدفع أسعار مرتفعة جدا بالنسبة.
وقد أضاف المحل أن أسعار الغاز الطبيعي المسال تفوق بمراحل أسعار الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، لذلك فإن التكلفة للبدائل التي يتم استيرادها من الولايات المتحدة الامريكية أو غيرها من الدول مثل مصر أو الجزائر أو قطر تفوق تكلفة الورادات التي تتم من روسيا، ووفقا لباقي تصريحات هذه الجريدة لا يمكن للدول الأروبية توفير بدائل بشكل كلي لإمدادات الغاز.
انهيار اليورو بسبب قرارات روسيا ضد الحرب الروسية الاوكرانية
وصرح عبدالمسيح الشامي المنسق العام بالبرلمان الأوروبي أن لابد من أن اليورو سيتأثر بالصراع الحادث، ولكن ربما يكون بدرجة أقل من التي تأثر بها الدولار الأمريكي، وخاصة بعد ظهور الكثير من المستجدات الخاصة بالوضع المالي، والتي يتمثل أهمها في صعود الروبل، وذلك بعد أن نجاح روسيا في جعل الروبل عملة عالمية يتم استخدمها في أي تعامل تجاري.
هذا وقد أضاف عبد المسيح أن يوجد أكثر من 11 دول أوربية تقوم بالتعامل بالروبل من بينهم 9 دول لم تصرح بذلك بشكل علني، وبسبب أن الروبل قام بفرض نفسه بقوة كعملة عالمية واتباع الكثير من الدول التعامل بالروبل فإنه جعل الروبل أفضل من الدولار الأمريكي، على الرغم من عدم ظهور هذا الأمر في الوقت الحالي بشكل واضح ومنتشر للعالم كله.
ولكن من الجدير بالذكر أن الروبل سيصبح عملة عالمية مهمة جدا في المستقبل القريب والعاجل، ويرجع السبب في ذلك في ان الروبل في صعود بينما الدولار الأمريكي يواصل هبوطه مقارنة بالروبل، وقد اكد الشامي أن العملات تغيرت كثيرا عن الوضع الذي كانت عليه قبل الحرب الروسية الاوكرانية، ويرجع السبب في ذلك في أن الامر في التعامل التجاري العالمي لم يقتصر على عملتي اليورو والدولار الامريكي، بينما دخلت عملة جديدة أخرى هذا السوق وهي الروبل.
ومما لاشك فيه أن اليورو يسجل أيضا تراجع نتيجة الأحداث الدولية الواقعة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد أن الكثير من الدول فرضة عملتها المحلية عملة للتعامل التجاري بين وبين أي دولة أخرى، ومن ثم فإن هذه العملة تشغل مساحة كان يشغلها اليورو والدولار.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بالنتائج المتوقفة على فرض روسيا لتوقف الغاز الطبيعي عن الدول الأوروبية، والنتائج المترتبة على ذلك على سعر اليورو والدولار والروبل.
Contents