ويكي حياتي

أفضل موقع عربي في جودة المحتوى ودقة المعلومة

الرئيسيةالاقسام الاسلاميةمقالات اسلاميةحب ثوبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم

حب ثوبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم

كتب : admin hala
نشر منذ : 7 سنوات
في تاريخ مايو 05,2017
حب ثوبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم

حب ثوبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم

إذا ذُكِرَ الحب فيذكر حب ثوبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو الحب الذي أثبت أن كلما كان الحبيب عن الحبيب مبتعدا زاد الحزن وزاد الشوق، هكذا هو الحب الصادق الحب الذي يريد الحياة الأبدية مع من تحب، حتى وإن كان فقط براياه وأن تراه بخير سعيد الحال، وهكذا كان حب ثوبان الذي سنذكره في حديثنا هذا. لقد كان ثوبان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على خدمة رسول الله، وذلك بعد ان تم سبي ثوبان فاشتراه رسول الله وأعتقه، وخيره بالبقاء معه أو العودة إلى اهله فهو حر،قائلاً صلى الله عليه وسلم له: “إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم وإن شئت أن تكون منا أهل البيت”،ولكن حين اختيار ثوبان فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذا الذي يخير بين الرسول والعالم أجمع فلا يختار الحبيب صلى الله عليه وسلم!! ومن هنا تربى ثوبان على يد رسول الله ورأى بعينيه أخلاق وتصرفات رسولنا الكريم، وكان ثوبان رضى الله عنه خير من بلغ أحاديث الرسول، وحرس على تعليمها للناس حتى في أيام مرضه، رحم الله ثوبان ورضى عنه وعن كل الصحابة وجعلنا معهم في جنة النعيم.

لم يكن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط هو من أحب الرسول كل ذلك الحب، ولكن الصحابة أجمعهم فهناك أبى بكر رضى الله عنه وارضاه الذى سمى بالصديق فأحب رسول الله، وكان يخرج ماله كله ويعتق المسلمين العبيد الذين يعذبون على يد قريش، وكان رفيقا وصاحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حريصا عليه خائفا ان يصيبهأي مكروه، حيث ذكر فيه ايه في كتاب الله{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة40)، وكذلك عندما كان يصلى رسول الله، فلمح أبا بكر عقبة بن معيط وهو من كفار قريش يقترب من رسول الله، ثم خلع ثوبه وأراد أن يخنق به رسول الله، فانطلق أبا بكر وأبعده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،  فنزلت أيه  [ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ] (سورة غافر 28)،وحب علي للرسول فنام مكانه في ليلة الهجرة ولم يخشى من الموت على يد قريش.

حب المسلمين وثباتهم مع الرسول رغم الجوع في شعب أبي طالب، هكذا كان صحابة رسول الله، ومنهم من أفتدى رسول الله في أحد بروحه؛ حماية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم من كان درع لرسول الله يتلقى عنه السهام؛ حتى لا يصاب رسولنا بأي أذى، ومنهم أبي طلحة رضى الله عنه،فعن أنس رضي الله عنه قال: ” لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مُجَوّب به عليه بحَجَفَة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القِد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انشرها لأبي طلحة فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك. . .). حب يجعل المحب لمن أحب متبع، تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله إلى أن ماتوا، ابتعدوا عن الابتداع، والصوفية، والشبهات، وتمسكوا بدينهم، وسعوا في إيصال كلمات الله إلى كل أرجاء الأرض، فإن أحببت رسولك فسر على هديه وطبق السنن المهجورة.

Love Thoban to the Messenger of Allah

ومن شواهد مدى حب الصخابة لرسول الله صلى الله عليه، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا قَالَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ ……….وفيه :فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ .كذلك روى البخاري، حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : ” بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ ، مِنْهُمْ زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ ، أَخُو بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرٍ ، فَأَمَّا زَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ ، فَأُسِرَ ، فَقُدِمَ بِهِ مَكَّةَ ، فَبَعَثَ بِهِ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، مَعَ مَوْلًى لَهُ ، يُقَالُ لَهُ : نِسْطَاسٌ ، إِلَى التَّنْعِيمِ ، فَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلَهُ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ ، حِينَ قَدِمَ لِيُقْتَلَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا زَيْدُ ، أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا الآنَ بِمَكَانِكَ ، يُضْرَبُ عُنُقُهُ ، وَأَنَّكَ فِي أَهْلِكَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ مُحَمَّدًا الآنَ فِي مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ ، وَأَنِّي جَالِسٌ فِي أَهْلِي ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ ، أَحَدًا يُحِبُّ أَحَدًا كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا ، ثُمَّ قَتَلَهُ نِسْطَاسٌ “.

فلا يؤمن أي منا إن لم يكن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده قبل حب أمه وأبيه وزوجته وأمواله وأولاده وكنوز الأرض جميعا، فعن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين “، رواه البخاري ومسلم،فلقد روى البخاري عن عبد الله بن هشام –رضي الله عنه-: كنا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيده عمر –رضي الله عنه- فقال عمر-رضي الله عنه-: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك”، قال عمر-رضي الله عنه-: فإنه الآن، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم-: “الآن يا عمر”. وكيف لا نحب رسولنا الكريم ذو الخلق العظيم كما وصفه الرحمن!!فقال الله عز وجل في كتابه: “وإنك لعلى خلق عظيم” [القلم:4].

رسولنا الذي تحمل كل الأذى على يد قومه، ولم يسلم من لسان الأعداء إلى يومنا هذا، وكم تحمل من الألآمحتى يبلغ رسالات ربه، وتصل إلينا اليوم فنؤمن بالله عز وجل، ونهتدى على هدي محمد، وبجانب كل ذلك سيشفع لنا في الأخرة؛ حيث سيشفع شفاعة عامة للعالمين، ثم شفاعته للمسلمين ومن قالوا لا اله الا الله، فلقد روى البخاري (…..ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ )، كما كان رسولنا يدعو لنا طول الوقت،فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب النفس، قلت: يا رسول الله، ادع لي، قال 🙁 اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وماأعلنت )، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجر رسول الله من الضحك، فقال أيسرك دعائي؟، فقالت وما لي لا يسرني دعائك ؟، فقال (والله انها لدعوتي لأمتي في كل صلاة).

أما عن حب ثوبان رضى الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقدقال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ” ما غير لونك؟! “. قال: يا رسول الله.. ما بي ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أراك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً، فأنزل الله عز وجل قوله: ” وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ” (النساء 69). هكذا كان ثوبان لا يطيق البعد عن رسول الله رافقه في حياته الى ممات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويقول الشاعر في حب ثوبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحزن يحرقـه والليـل يقلقه والصبر يسكتـه والحـب ينطقه

ويستر الحال عمن ليس يعذره وكيف يستره والدمع يسبقه

ومات مولى رسل الله صلى الله عليه وسلم في حمض في عام أربعة وخمسين من الهجرة.

رحم الله أموات المسلمين وألحقنا بالصالحين في جنات النعيم وجعلنا ممن تنعم أعينهم برؤية رسول الله طوال الوقت في جنة الخلد.

 

أخلاق رسول اللهاللهثوبانرسول الله

شارك معرفتك مع الأصدقاء

اقرأ ايضا

عرض المزيد