الحب في كلمات والغرام في سطور
الحب في كلمات والغرام في سطور
الحب تلك العاطفه الغريبه المُعجزه الجميله والمؤلمه في نفس الوقت منذ قديم الأزل وحتي الآن عرف الانسان الحب بالفطره لم يكن يوما يحتاجُ الي خبرة سابقه فيه فقد عشقك الانسان البدائي الذي يسكن الكهوف وعشق الانسان القديم الذي حارب بالسيوف وكوّن حضارات عمرنيه وعشق الجاهليون العرب قبل ظهور الاسلام وبعده ومازال الانسان يعشق ويُحب وسيظل الي نهاية العالم
وأول ناتج لهذه العاطفه الفريده والذي يُعدّ من أكثر نواتجها ابهارا وروعة وجمال انا الحب والغرام والهيام كان ومازال الباعث الأول والوقود الانقي المٌحفز علي الابداع فمن قديم الأزل حث الحب الانسان علي الابداع بشتي طرقه وأنواعه فأبدع لانسان فنونا متعدده ساهمت بلا شك في سمو روحه وترفعها عن ماديات الحياه وهذبت نفسه المليئه بالأمراض والشرور فكما أنتج العشاق قديما صورا بديعه من عيون الشعر الفصيح والأجنبي انتج العشاق أيضا مقطوعات موسيقيه رائعه وأغاني جميله وصورا مرسومه وأخري مصوره وتمثيليات وأفلام الي آخر أنواع الابداع المتعدده والمختلفه والكثيره جدا
نأخُّذُ منها نموذجا بسيطا من شعر فصيح
يشكو إليك الشعر قلّه حيلتي ..وأنا الذي قد انشد الاشعار حُزنا صافيا ..
زاد التنائي بيننا تلك التي …قد علمتني كيف تُبني القوافيا …
صمتت حروفي مرغما فلعلّها ..تشتاق مثلي ان تُصاغ لها هي ..
ولعلّ ليل الوجد كفكف دمعنا ..فلكم ذرفنا ف الدموع لياليا …
ولكم قضينا العُمر نرجوا نفحه ..من ريق (أسما)أو أقول تدانيا ..
ذات النقاب تقاربت فتباعدت ..كالبدر حين يُشعّ ضوءا عاليا ..
ارجوك وصلا يا معذب مهجتي ..حسبي جمالا أن تبوء بمثليا ..
لا تحسبنّ الهجر ينفع عاشقا ..أو أنّ طول النأي عني مُجديا ..
فالعين تسرقني الفؤاد بنظرة ..والخد أسمي أن يكون بدا ليا ..
والعشق داء قد ألمّ بروحنا ….والوصل أرجي أن يكون تداويا ..
والهجر موت ف الحياه لهوله ..يوم الفراق تشيب فيه نواصيا ..
ولقد ذكرتك ذكر عنتر عبلُهُ…يوم الوغي فلعلّ ثغرك دونيا ..
لكنّني لم ألق منك تبسما …فرجعت منهزما وحيدا باكيا ..
صرُخ الرماح يقول من تلك اللتي ؟!
فلبست وحدي اليوم ثوب مذلتي ..
ولبست أنت العزّ ثوبا باقيا …
ولله درّ بن الملوّح حينما ..صاغ المنايا ف القديم أمانيا ..
(وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ..يظنان كل الظن ان لا تلاقيا )
قيارب إنّي قد شقيت بحبّها ..وأنت العليم بما ألمّ بشانيا ..
فجمّع شتات القلب بيني وبينها ..وقدّر خُطانا ان تكون تلاقيا
#الشاعر_عبده_العتيقي
وبالرغم من أن عاطفة الحب عاطفة فريده لا تتغير ولا تتبدل بمرور الزمان ولا تختلف باختلاف تحضر الانسان أو تخلفه أو ميوله النفسيه فكما يعشق المتدين الخلوق يعشق المجرم الفاسق وكما يعشق الجشع الاناني يعشق المعطاء الكريم الا ان طرق التعبير عن هذا الحب ?اختلفت كثيرا باختلاف الزمان وتباين الاحداث والظروف فكان يكفي انسان الكهف البدائي أن يصنع لزوجته لباسا من فرو أحد الحيوانات ويحضر لها الطعام من الصيد ويوفر لها الحمايه فقط لكي تعشقه وتعطيه روحها وكيانها وجسدها وتتكون الأسره السعيده امااليوم فالانسان المتحضر يحتاج لأكثر من ذلك للتعبير عن حبه فهو يحتاج للمفاجآت الرومانسيه وقصائد الغزل والموسيقي الرومانسية الراقيه وتوفير المهر والشبكه والشقه وتأمين المستقبل الي آخر تلك المتطلبات وسواء اختلفنا أو اتفقنا حولي التابوهات اللتي يوضع فيها الحب في هذه الآيام الا اننا لابد وأن نعترف انه لا يوجد فعل معين أو طريقه محدده لتعبير الانسان عن حبه بها فكل انسان يعبر بما يتناسب مع قناعاته وقيمه وأخلاقه ومبادئه وامكانياته الماديه والعقليه
فالانسان البسيط الذي يعمل فلاحا أو نجارا أو حرفيا لا يشترط أن يتعلم الغزل الفصيح كي يستطيع أن يغازل زوجته البسيطه التي تعمل منذ الصباح في نشاط وتفان يكفيه أن يهمس لها قائلا وهي تضع طعام العشاء (تسلم ايدك يا ام العيال )
كما لا يكفي الانسان الثري للتعبير عن حبه بالكلمات ولكنه يمتلك من الامكانيات الماديه في التعبير عن حبه بالهدايا الثمينه القيّمه باهظة الثمن
والحقيقه ان الحب كما أي شيئ آخر في الحياه يخضع لقانون (مفيش حلاوه من غير نار )
فكما انه ليس خفيّا علي الجميع روعة الحب ومتعته ورونقه الفريد فانه ليس خفيا علي الجميع لوعة الحب وناره الموجعه وما ينتج عنه من أشواق وحنين يكاد يفتك بالقلوب والمُهج فكما عشق اناس وقوبلوا بالعشق هناك من عشقوا وقوبلوا بالرفض والصد والفراق ودفعوا دماء قلوبهم وقودا لنار الحرمان ويتضح هذا جليا في فنون العشق العديده ومن أبرزها فنّ الشعر فان آلاف القصائد كتبت منذ القدم تصف هذا الالم الجمّ وتبعثر الدمع الثخين علي الطرقات الوعره وتعاتب الليل والنجوم والسماء والقمر وتتمني وتشتاق وتعادي الدنيا وظلمها الأزلي
وكلنا يسمع عن قيس المجنون شهيد العشق وروميو وجوليت وغيرها من هذه الأساطير الخالده فكما ان الحب قد خلد ذكراها الا انهم لم يكونوا من هؤلاء السعداء الذين رضي عنهم العشق فأعطاهم الجنّه بحذافيريها
ويبدو لي أن هناك علاقه خفيه غريبه بين الالم والعشق فكلما ازداد العشق ازداد الألم وازداد الابداع روعة وجمالا وكأن الألم قد خُلق ليكون تعبيرا صادقا عن الحب ولنأخذ مثالا بسيطا لقصيده باللهجه العاميه
عصافير ..
وكأن أول مره أوصف فيها طول الليل ..
والتنهيدات الخارجه من جوف النجوم دخان ..
وكأن اول مره أبصلها ..وامسك ايديها فتستحي ..
تنبت علي خدودها الورود الحمرا زي زمان ..
وتقولي عيب ..
طب والدموع مش عيب ؟!
طب وانغماس القلب فالغُربه علي شط الفنار ..
والضحكه مبتخرجش فالميّه ..
ساعة ما كل الرمله وقفت تشتهي نظره ..
ساعة ماكل الموج هدي ..
كان قصده يسمع زيي عزف المستحيل ..
طب والرحيل ..
مش عيب ؟!
مقصدتهاش والله ياست البنات ..
انا قولت اجرّب جايز أشعر مرّه بالليل الحزين ..
ركبت لضلوعي جناحات ومقدرتش أطير ..
قلعت روحي عشان أخفّ
حمّلني طول البُعد شوق من النوع التقيل..
دلدلت رجل الحلم علي سطح القمر خبطت في منديلك..
طب يعني ايه تمشي؟
مش كنا متفقين هنستني الشروق ؟
ونودّع الشمس بموسيقه كلاسيكيه ممله .
ونسيب دموعنا تلتقي زي الي في الأفلام
انا كنت فاكر ان كله كلام ..
يعني النهارده هنختفي ..
هنعاتب الليل البعيد ونونّس الغُربه ..
وهنستجير بالميّه مالمطره ..
هنقضّي يعني يادوب يومين ..
لا مش يومين …
برضوا اليومين فتره ..
وهلاقي نص رساله جاي (وحشتني )
هعتب عليكي وعالزمن والناس ..
وهرد وبكل اشتياق (موحشتينيش )
جنيت الورد قبل أوانه ما يفتّح ..
وزورت القبر معرفهوش ..
ناولني الناي ده واتبسّم ..
يبان في الصوره حُزنك موت ..
بنينا بيوت وسكنّاها أشعارنا ..
بكينا بصوت ..ضحكنا لما قشعرنا ..
وقال غنّي ف غنينا …وقال اشعر فأشعرنا
وأتاري الليل بيتغافل عشان بيخاف ..؟!
طب يعني ايه تمشي ؟!
مش لسّه فاضل دمّ في عروقي مبنزفهوش
مش لسه فاضل بُق مايه كمان علشان مموتش حزين؟!
مش كنّا متواعدين هنتفارق علي الخمسين ؟!
من بعد ماندوّب وطن مالمشي ..
من بعد مانخلّف خمس أطفال ..
حتي بأمارة ما انتي دمعتي وكتبنا أسمائهم علي الأسفلت
حتي بأمارة نصّ ورده وحيد والنص تايه جوا ملامحنا ..
حتي بأمارة انتي مش احنا ..
هانت عليكي الشيبه والمحنه ..
هانت عليّا التوهه والتهويش ..
وتردي وانتي العارفه اني ضعيف ..
(بالذمه موحشتكش ؟)
فاغصب علي الضلع اللي فاضل لسه علي حيله
وامسح بواقي الكدب علي وشي..
وأضحك واقول (موحشتينيش )
#الشاعر_عبده_العتيقي
وبالرغم من تناقض هذا الشعور العجيب واقترانه اقترانا قويا لا فراق فيه بالألم والدموع الا اننا خُلقنا عُشاقا وسنظل مهما تغيرت الظروف ومهما بلغنا من الحضاره والتقدم ومهما منحتنا الحياه فهذه المشاعر الراقيه الفريده ستظل باقيه بقاء الانسان وستظل الاغنيات والقصائد والفنون تُخلّد هذه العاطفه بحروف من نور في جبهة التاريخ المتلونه وتروي لنا قصص هؤلاء العشاق علي اختلاق لغاتهم وألوانهم وأجناسهم وأعرافهم وامكانياتهم الماديه والحضاريه وعلي اتساع هذا العالم الضيق وعق بحاره ومحيطاته ستظل النجوم والسماء شاهد عيان علي سُهد المشتاقين ولوعة المفارقين ودموع الفاقدين وبالرغم من كل شيء سيبقي العلم يُحبّ حتي يفني الأنسان أو يفني العالم كله .
