حب حلال تركتك لله
الحب هو أجمل ما يشعر به القلب ويتمناه أي انسان، فكل منا يتمنى أن يجد من يحبه بصدق؛ ليكمل معه باقي حياته، ولكن في الآونة الأخيرة انتشر إلى حد كبير التلاعب بالفتيات باسم الحب، سواء في مراحل الدراسة أو من خلال مواقع الانترنت، بدون أي خوف من الله أن يبتليهم في نسائهم كما يهتكون عروض أخوتهم المسلمين، والفتاة عندما لا تجد من يسمعها من أهلها تتجه إلى الخارج وذلك خطأ؛ فلا بد أن تعلمي أن الله شاهد عليك، ولا بد أن تراعي الله في أعمالك، وتحتسبي عند الله صيانتك لنفسك في ذلك الزمن المليء بالفتن، وأنك لم تلتفتي إلى ما حرم الله لترضى نفسك وقلبك وهواك، واتبعت كلام ربك ورسولك صلى الله عليه وسلم، ولا سبيل لك لإرضاء الله الا بالعودة اليه وطلب رحمته ومغفرته فيقول تعالى: “أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ”.
إن أغلب هؤلاء الذين يحادثون فتيات على شبكات التواصل الاجتماعي واشهرهم الفيس بوك، أو في أوقات الدراسة في المدارس والجامعات، وعلى الهواتف الخاصة بالفتيات، يكون بغرض التلاعب وإلا كانوا أتوا البيوت من أبوابها يتحدثون إلى الأهل، ولكنهم متلصصين يحبون فقط التلاعب سيحلفون أنهم يرغبون في التعارف؛ لكي يعرف شخصيتك وما تحبين وهواياتك؛ لتتقربوا أكثر ثم يتقدم لخطبتك إذا فما فائدة الخطوبة؟! إن كان كل شيء ستفعلونه بشكل عادي قبل الخطوبة فلما وجدت الخطوبة؟!! فالخطوبة لتتعرفوا على شخصية بعضكم، ولتفهموا سلوك بعضكم البعض، وطريقة حياة كل منكما، واحلامكم، ومنهجكم في تربية أولادكم في المستقبل بإذن الله، أما تلك الحجج الواهية لو فكرتي فيها لدقائق قليلة ستعلمين أنها مداخل للشيطان أرد أن يخدعكم، وذلك إن كان الطرف الأخر صادق النية.
كثيرا من البنات تقول أنهن بالفعل رأين صديقتهن تعرفن على شبان من خلال الفيس وتمت الخطبة والزواج، ولكن بالله عليك كما يتباهون أمامك هكذا أسألي أي واحدة منهن عندما كنتي تتحدثي معه كان يمكن لاخوكي أو أبوكي أن يجلس بجانبك وتكملين الحديث معه بشكل عادى؟ أم كنتي دائما خائفة تكلمه في الخفاء؟! إذا فهي تعلم أن ذلك الفعل خطأ ويغضب أهلها، فما بالك بغضب الله، هي خافت من أعين البشر التي تغفل وتنام ونسيت أن الله لا يغفل ولا ينام قال تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ …”، وكل منا عليه رقيب يكتب كل ما يفعل ولا يغفل أي شيء ” مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”، وبخلاف ما قبل الزواج فلن تجدى حياتها مستقرة لا توجد سعادة حقيقية، وذلك غير الغيرة الفائقة من الزوج والتي تصل الى الشك الدائم، فكثيرا ما سيجلس بجانبها وهى تحدث مع أي أحد فهو تعرف عليها من خلال تلك الأداة، ويمكن أن يقع بها أي شاب أخر بكلام معسول هو لا يجيده كما اوقعها بطريقته، وسيكون هناك إهانات كثيره لها ودائما ما يذكرها بذلك.
ولقد انتشر في فترة بوست به مواقف لكثير ممن تعرفوا على تلك المواقع واحبوا بعضهم الى الان، واغلبهم كانوا من جنسيات اجنبية وغير مسلمين، فلا بد أن تعلمي أن الرجل الشرقي غير الغربي تماما، قليلا من رجال الدول الغربية يكون له دم حار يغير على عرضه كما في دول الشرق التي لديها الكثير من العادات والتقاليد والأصول، والخوف على النساء وتقديرهم، ولكن الرجل الغربي لا يهتم بتلك الأمور على الإطلاق الا قليلا منهم ممن لا يزال محتفظا بشيم الرجال والنخوة، وبالتالي فلا تتبعي أي منشورات تشجعك على القيام بأمور ستندمين عليها حتما دنيا وأخره.
إذا فماذا تفعلين إن لم تكوني قد وقعت في حب أحدهم؟!
عليك بحفظ نفسك وقلبك لمن قدره الله أن يكون زوجك، فكل الكلمات التي تستمعها الفتاة في الحرام وفيما يغضب الله لا تشعر بحلواتها، كما تشعر المرأة مع زوجها، فلا تكثري من الردود على الأغراب، والدخول معهم في الجدال في موضوعات مختلفة، والسماح لهم بالصحبة وان يصيروا على صفحتك يتابعون اخبارك ويعلقون، ويحدثونك خاص ويزرعون حجاجا ليسأل عما بك؟ وماذا حدث؟ تجنبي مداخل الشيطان بقدر المستطاع ومن أكثرها حيلة هو قول فتيات بأن الشاب هو الذي يذكرني بالصلاة ويقول لي قومي نصلى، قومي نتعبد، قومي نذكر الله!!!!
وأعلمي أنه في الوقت الذى تخافين منه من أحد إذا رأى الكلام أن ذلك الكلام بالفعل يغضب الله أيضا، فلا تستمرى وتوقفي حتى إن قمت بحذف من يأخذك لطريق بعيدا عما يرضى الله، ولتكن ردودك جادة قاطعة قصيرة لا يوجد بها ضحكات ولا نكات أو أي شيء يجعل من أمامك يتمتع بالحديث معك ويكثر منه ولا يتوقف في الاسترسال، وادعى الله دائما أن يحفظك ويحفظ قلبك وأقيم الصلاة دائما فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وكذلك ذكر الله كثيرا كما قال الله تعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ” ﴿٤٥ العنكبوت﴾.
أنتشر فيديو رائع يتحدث عن الفتاة عندما تقع في حب شاب يتلاعب بمشاعرها وانه عليها أن تتركه لله، وذلك صحيحا، وفي حال أن تشعري أن قلبك لا يستطيع وقد تعلق بشاب، وهو كذلك وقال انه لا يستطيع مقابلة أهلك سواء للدراسة أو المستوى الاجتماعي أو لأي سبب أخر، فلا بد أن تعودي لله فورا وتستغفر وتدعي الله أن يفك كربك وكربه ويجمعكما في الحلال، وأعلمي أنه من ترك شيئا لله فإن الله يعوضه خيرا منه، فإن كان نصيبك حقا سيعود إليك وأن بعد الزمن حتى لو تزوج كل منكما وحدثت في حياتكما أمور فانفصلتم ستعودون إلى بعضكم، فإن من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فوعد الله حقا وإن الدعاء يفعل المعجزات، ويغير القضاء، ويهون الفراق فتقربي من الله، ولا تجعلي قلبك يتعلق بأحد سوى الله، واعلمي أن الله ما فرق بينكما فيما يغضبه الا ليجمعكما على راضاه، أو ليرزق كل منكما من فيه الخير، وذلك أهون من أن تستمروا في الحديث سويا وقول ما يغضب الله.
نعم سيتألم قلبك كثيرا ستبكين بلا حدود كل يوم، سيتغير مزاجك وتشعرين بالشوق، ثم ستندمين لشعورك هذا، ولكن فليكن الدعاء رفيقك فوالله إن الله لقادر على تغير كل الأحوال تمسكي بطريق الله، فلتجعلي حب الله يغمر قلبك ولتقرئي كثيرا عن حياة الرسول، ولتتعلمي الكثير والكثير عن الله، ولتبدلي حب العباد بحب رب العباد، ستشعرين بالحب الطاهر صدقا، ستشعرين بمعنى كلمه حب، ستشعرين بفضل الله وكم الانعم التي أعطاها لكي، وستبكين ندما على كل تلك النعم التي استخدمتها ذات يوم فيما يعصيه، اجعلي دافعك للقرب من الله وثقتك بتعويض الله لك أكبر، اجتهد في حياتك وتعلمي واعملي، سيكون صعب ولكن شيء صعب مع المحاولة، وعندما سترين بعينيك رضاء الله عليك وفضله الذي يزيد وتعويضك عما حرمتي نفسك منه في الحرام، ستعلمين ما معنى قولي هذا وستعلمين انه لا خيرة الا فيما اختاره الله عز وجل.
هناك الكثير من الحكايات التي حدثت في شأن من تركوا أشياء كم عشقوها وأحبوها، لكن كانت تغضب الله فتركوها لوجه الله تعالى، وكان فضل الله عليهم لا يحتسب، والأمثلة في مختلف أمور الحياة ولكن لأن كلامنا عن الحب فسنذكر لكم بعض تلك الحكايات المتعلقة بالحب، والتي بفضل الله جمع فيها الاثنان على خير في النهاية:
يحكى الداعية الإسلامي عمر خالد/ أنه كان هناك شاب يحب فتاة وكانا معا طوال الوقت حتى في التعليم، ولكن ذلك الشاب تقرب الله فعلم أنه لن ينفع حب الله أن يجمع مع حب فتاة لا تحل له، ولا كلامه الذي يقال لها يرضى الله عز وجل، فذهب للفتاة واخبرها بذلك وانه سيتركها فان احبت ان تنتظره سيأتي بعد عامان ليتقدم لها، حيث كان امامه عامين فقط وينهى الدراسة، وإذا شاء الله فانه لا يوجد أحد يأخذ زوجة أحد، فسوف يوقف العلاقة ويأتي بعد عامين، وأخبرها أنه إذا أرادت ان تطمئن عليه أو يطمئن هوعليها سيكون من خلال أخته، فستصادق أخته وتطمئن عليه منها، والآن هما متزوجان وانجبا خمسة أطفال، واقسم أن الحب بينهما كما هو كحب كتب الكتاب، وأن الله عوضهم عن العامان بحب طوال العمر.
تلك هي حكاية من الحكايات الكثيرة التي حدثت وانعم الله على من صدق النية، وكذلك كان هناك فتاة وشاب احبا بعضهما بشدة، ولكن تقرب الى الله الشاب، فترك الفتاة وقال لها أنه يريد طريق الله، واعتذر لها، وبعد مرور الوقت كان لا يزال حبها في قلبه، ولكن حب الله اكبر، طلبت أمه أن يرى فتاة على دين وخلق وحافظة لكتاب الله، ولكن قلبه لم ينسى تلك الفتاة حبه الأول، وعندما ذهب ليرى الفتاة التي ذكرتها امه كانت هي حبيبته التي تركها لله، تلك ليست حكايات في الأفلام او قصص الف ليلة وليلة، ولكنها وقائع لأشخاص صدقوا النية، وتركوا ما احبوه لوجه الله فجمعهم الله في رضاه.
وأخيرا أختي في الله ان كنت لا تثقين في قولي هذا ابحثي بداخلك وأسالي نفسك هل تلك الحجج التي يذكرها حقيقية؟ إذا ذكرتي له أن أهلك وافقوا على عريس هل سيسرع لك ويتقدم ام سيقول لكي انتهى الامر وكل شيء قسمة ونصيب؟ هل يخاف عليك حقا؟ هل يرضى أن تكلم اخته شاب ويقول لها كلام كما يقول لك؟ هل إذا تزوجت رجل آخر ستتجرئين على مصارحته بذلك الكلام الذي قاله لك؟ هل ستعيشين سعيدة ام ستخافين من أن يكون شخصية مبتزة ويدمر حياتك؟ وأخر سؤال والأهم
“هل إذا توفاك الله وانت تسمعين منه تلك الكلمات وكذلك وانت تردين عليه بمثلها هل سيكون الله راضيا عنك؟”
عودي إلى الله اخت في الله فالعالم بأكمله، وحب الدنيا كله لن يكون كدقيقة في نعيم الجنة.