كيف أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب -الى ان يصل نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم (عليهم السلام)- خاتم الرسل والأنبياء، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجهاد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، ومن بعده أتى أصحابه –رضوان الله عليهم أجمعين- وكانوا خير الأمراء للمسلمين، وبنوا أعظم الحضارات على تاريخ الأرض شهدت العدل واحترام كل الحضارات والحفاظ على تاريخ الأمم وتراثهم. رسول علم أصحابه كل شيء في الحياة، رسول أتى في زمان انتشر فيه وأد البنات وعبادة الأصنام يصنعونها بأيديهم ومع ذلك يعبدونها!! فبلغ رسالات ربه لعباده ولم يقصر في أي أمر ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) }المائدة:3{، إنه محمد بن عبد الله الذي صار اتباعه من المسلمين اليوم ما يتجاوز المليار ونصف من سكان العالم.
دين بدأ برجل واحد أعلى كلمة لا اله الا الله ورفض أن يتخلى عن تبليغ رسالة ربه مهما بلغ الأمر، فعندما طلبت قريش من أبي طالب جعل محمد يكف عن الدعوة، بعث أبا طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني، فقالوا لي كذا وكذا، للذي كانوا قالوا له، فأبق علي وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق؛ قال: فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه، وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته. قال: ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى ثم قام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فقال: أقبل يا ابن أخي، قال: فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا. تعرض رسولنا لأبشع أنواع العذاب والاهانات من قومه، وقالوا عنه الأبتر، فصار اليوم من اتباع رسالته ما يقارب من ربع سكان العالم، والعالم يتذكره ويذكر اسمه مليارات المرات في اليوم الواحد فما كان بالأبتر ابدا، ولكنه رسول رب العالمين الصادق الأمين.
إذا كنت تفكر بعقلك وترى فضل أمك عليك، وكم عانت من الآلام في الحمل والوضع والرضاعة والرعاية لك والآم تعبك وكل هذا، لعلمت مدى تضحيتها من اجلك واحببتها، ورغبت في أن تفعل لها كل ما تحبه، وإذا نظرت لحال ابيك وما به من تعب وهم؛ لتحمل مسؤوليتك انت واخوتك، وكم ضحى من وقت في عمل شاق من اجل ان تعيش في حياته جيده مقارنة بأقرانك ستحترمه كثيرا. دعنا الآن نتفكر في ديننا ولدنا على دين ابائنا وليس كل منا حظى بتربية دينية كافيه، ولكن بما انك الآن بدأت تبحث فلقد بدأت تتعلم وترغب في معرفة الدين والرسول، وأن يشعر قلبك بذلك الحب الذى تراه من البعض في الحديث عن حبيبنا ونبينا محمد، وإذا أردت أن تعرف أي شيء في الوجود عليك ان تقرأ عنه، فكيف تحب من لا تعلم عنه شيء؟!! لذلك فأول أمر يجب أن نقرأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم أن هؤلاء الذين يقرؤون عن محمد صلى الله عليه وسلم، ومع أنهم لم يروه، وحكموا عقولهم شهدوا بمدى عظمة خلق رسول الله وكم تجمعت فيه من الصفات الرائعة والحكمة فمثلا:
قال المستشرق الكندي زويمر الكندي في كتابه “الشرق وعاداته”: (إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء).
وكان هناك مصلح اجتماعي يدعى توماسكارليل جعل في كتابه المسمى ب “الأبطال” فصلا كامل يتحدث فيه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتناول نواحي كثرة من حياة الرسول، ورد على الكارهين له، والمدعين عليه بالباطل، حتى انه تم اتهامه بالتحيز للإسلام.
واعترف هتلر الألماني بأن محمد هو الرجل الوحيد الذي استطاع التعامل مع اليهود بالطريقة الصحيحة، ولكن يرى هتلر أن طريقته في قتلهم هي الصالحة مع اليهود فهم لا يستحقون الا ذلك، وأكبر دليل خلقهم مع موسى عليه السلام، كما قال أن محمد ما كان ليعامل اليهود مثلما فعل هو بهم، وهذا رأي اينشتاين أيضا بأن محمد استطاع السيطرة على اليهود، ولو اتبع العرب نفس أسلوب رسولهم ما كان لليهود سلطة عليهم الآن.
كما رفض تماما الكاتب المسرحي جورد برنارد شو أن يكتب مسرحية عن النبي محمد؛ لأنه عندما قرأ سيرته قال: “قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا، مرات ومرات لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمدًا في مصاف بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يُتبعوا”.
هكذا هو محمد بن عبد الله بخلقه القويم، هؤلاء الغرب يقرؤون سيرة رسولنا ويقدرونه ويحترمونه، ونحن لا نعرف عن سيرته الكثير، ولا نستطيع أن ندافع عنه إلا بالقليل الذى نعرفه ويتداول على النت والاعلام، ولكن عندما نقرأ عن رسول الله فسنعلم أن في كل تصرف له حكمة وأن سلوكه وأخلاقيته مدرسة تدرس، فمع كل هموم الأمة، وتبليغ رسالة ربه، والاهتمام بتسع بيوت هو ربهم، ومع الغزوات، مع كل ذلك كان دائم الابتسامة في وجه الجميع، وحتى يهتم بما يهتم به الصغير ويحبه، فعندما مر بطفل يحب ويرعى عصفر صغير فقال له “يا أبا عمير ماذا فعل النغير؟”، نعم هذا هو رسول الله لا يتهاون بأي أمر يهم أي انسان وهكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بعد أن نقرأ سيرته فلنبدأ بقراءة حياة الصحابة الذين تعلموا على يديه، وكيف أحبوه أكثر من أنفسهم، فلقد روى البخاري عن عبد الله بن هشام –رضي الله عنه-: كنا مع النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيده عمر –رضي الله عنه- فقال عمر-رضي الله عنه-: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك”، قال عمر-رضي الله عنه-: فإنه الآن، لأنت أحب إلي من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم-: “الآن يا عمر”. لقد كانوا يطيعون أمره، ويرغبون في الاحتفاظ بأي شيء ذكرى له عن أنس قال: ” لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل ” رواه مسلم.
كيف كانوا حرصين على أن يكونوا معه في الجنة في الأخرة؟ جاء أعرابي إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة ؟! قال رسول الله: “ما أعددت لها؟” قال: إني أحب الله ورسوله. قال: “أنت مع من أحببت”. كذلك قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي: “ما غير لونك؟!” قال: يا رسول الله، ما بي ضر ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك؛ لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبدًا. فأنزل الله قوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
كيف كانوا يضحون بأرواحهم من أجله؟ فعن أنس رضي الله عنه قال: ” لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مُجَوّب به عليه بحَجَفَة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد القِد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انشرها لأبي طلحة فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك. . .) فلقد كان طلحة يحمى الرسول بدرعه ولا يرغب في أن يؤذي الرسول بأي شيء.
فذلك الحب كله نشأ من خلق الرسول معهم، ومعرفتهم بعظم ما يفعل الرسول من أجل الأمه، فعن أنس -رضي الله عنه-: والله لقد خدمته تسع سنين ما عَلِمته قال لشيء صنعتُه، لم فعلتَ كذا وكذا؟ أو لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا، رواه مسلم. قلت فكم من مرة قلنا لوالدينا أفٍّ أما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما قال لخادمه: أفٍّ قط!!.عليك أن تعلم أنه لا يتم ايمان احدنا إلا إذا أحب الله ورسوله أكثر من نفسه، فعن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين “، رواه البخاري ومسلم.
وكيف لا نحبه وهو من تحمل كل الأذى والضرب والاتهامات من أجل أن يصل الرسالة الحق إلى عباد الله؟!! “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم” [التوبة:128]، وكيف الا نحبه وهو شفيعنا يوم القيامة؟!! فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع “، رواه مسلم وروى البخاري، واللفظ له عن أبي هريرة-رضي الله عنه- مرفوعاً: “لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً”.
كيف لا نحبه وقد قال فيه الله سبحانه وتعالى أنه بعث رحمة للعالمين الانس والجن؟!! ( حَيمِ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )[الأنبياء:107]، وكيف لا نحبه وهو صاحب الخلق القويم واللسان الحكيم؟!! فقال الله عز وجل في كتابه: “وإنك لعلى خلق عظيم” [القلم:4]. {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} (3) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم، وأيضا {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} (41) سورة الحاقة، {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} (25) سورة التكوير.
كيف لا نحبه وهو من دعا لنا؟!! حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه، ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال: سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: “لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ النَّفْسِ, قُلْتُ: “يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله لِي”. قَالَ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ”، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ: “أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟” فَقَالَتْ: “وَمَا لِي لا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ؟” فَقَالَ: “وَاللهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاة”.
كيف لا نحبه وهو من وصفنا بإخوانه؟؟!! فلقد روى مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك -يا رسول الله-؟ قال أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، كيف لا نحبه وهو خليل الرحمن؟!! فعن جندب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ” إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً “. كيف لا نحبه وهو من رضى عنه الرحمن واصطفاه على العالمين ليكون خاتم المرسلين؟!! فلقد حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ عَنْ أَبِى عَمَّارٍ شَدَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ »
عليك أن تعلم أيضا أنه الحبيب للمحب متبع، فإذا أردت أن يزيد حبك له عليك بإتباع سنته، والتزام ما امرنا به، واجتناب ما نهانا عنه، والتزام الصحبة الصالحة، فقال تعالى: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً” [الكهف: 18-28]، كما يجب أن تذهب للمساجد فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبادة الله تعالى، ورَجُلٌ قَلْبُه مُعَلَّقٌ بالمساجد، ورَجُلانِ تَحَابَّا في الله: اجْتَمَعَا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورجلٌ دَعَتْه امرأةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فقال: إِني أَخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصَدَقَةٍ، فأَخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُه ما تُنْفِقُ يَمِينُه، ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ))؛ متَّفق عليه.
بالإضافة إلى ما سبق فهناك أهمية كبيرة لدروس العلم، والاستماع لسيرته باستمرار، وكثرة الصلاة عليه جاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات”، وحاول بكل استطاعتك أن تعلم عنه كثيرا وتتبعه كثيرا حتى تكون معه في الجنة فكل مع من أحب فعن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) “، وأكثر من دعاء الله بزياد حبه وحب رسوله في قلبك وان يثبتك الله على الدين فذلك دعوة رسولك، من حديث أنس –رضي الله عنه- كان يدعو سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” رواه الترمذي.
وأخر كلامنا أن أدعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويجعلنا من المقربين لديه ويملأ قلوبنا بحبه وحب رسوله