إصابات الفقرات العنقية والنخاع الشوكي
تحدث إصابات الفقرات العنقية والنخاع الشوكي،بسبب كسر او خلع بالفقرات او كليهما معا، وقد توجد مع بعض هذه الكسور اعراض عصبية مثل شلل القدمين ،او إصابة الاعصاب الطرفية.
ونتيجة للتقدم الصناعي الذي حدث في نهاية هذا القرن،وكثرة استخدام وسائل المواصلات المختلفة ،نلاحظ ازدياد نسبة الإصابة بهذه الكسور في الآونة الأخيرة، ولعل أهمها وأكثرها شيوعا الحوادث الناجمة عن السيارات والموتوسيكلات ،وكذلك تارياضات المائية في بعض البلاد الاوربية، كما نلاحظ ان الفئات الأكثر تعرضا لمثل هذه الحوادث هم الشباب ،وخاصة الذكور،ويحتاج المصاب بهذه الإصابات الي علاج باهظ التكاليف،سواء للافراد او للدولة نفسها بسبب طول فترة العلاج،وقد يحتاج بعد ذلك اذا كان يعاني من إصابات عصبية، الي إعادة التكيف مع الحالة الجديدة وخاصة اذا كان مصابا بالشلل.
ولذا وقبل الدخول في سرد التفاصيل عن حدوث مثل هذه الكسور والاصابات ،فانة لابد من الوقوف علي بعض الأمور التي تؤدي الي تقليل او منع حدوثها ،وهي تتمثل في توعية جميع سائقي السيارات بضرورة استعمال حزام الأمان ، او مثبت الاكتاف،او استعمال خوذة الراس لسائقي الموتوسيكلات، وكذلك توعية جميع العاملين في مجال نقل المصاب واسعافة بكيفية نقلة من مكان الحادث الي المستشفى، وتنقلة داخلها،بحيث يتم ذلك بعناية فائقة علي نقالة خاصة ،بعد الاستفسار عن مكان الألم وتحديدة ،مع مراعاة قلة تحريك المصاب بالقدر المستطاع اثناء نقلة وفحصة لعمل الاشاعات ،كما ينبغي تثبيت الراس عند أجزاء هذه الفحوصات ،فقد وجد ان بعض الحالات التي تعاني من الشلل ،انها بسبب سوء نقل المصاب لعدم الخبرة،ونتيجة للجهل بمعرفة وجود كسر في الفقارات العنقية من عدمة،وليس بسبب الحادث نفسة.
والفقارات العنقية هي الأكثر تعرضا للإصابة بسبب وضعها التشريحي،فهي بمثابة جسر قائم بين الصدر الصلب الثابت والراس الثقيلة المتحركة كثيرا،لذا نجد انها معرضة لضغوط كثيرة وتغيرات في حالة ما اذا كان هناك اصطدام، وتعرض المصاب لقوة خارجية من سرعه زائدة او ابطاء مفاجيء حيث يؤدي ذلك الي حركة دائرية بالراس ،وبالتالي فان سرعه العربة الصادمة هي التي تحدد درجة الإصابة.
وعلي ذلك فان معرفة اتجاة الصدمة ،وكيفية حدوث الإصابة من الأهمية بمكان في تحديد نوع الإصابة التي يعاني منها المريض،ويحدث للفقرات العنقية نوعان من الإصابة هما :إصابة في وضع الثني واخري في وضع المدد،أولا في حالة الثني،وهذا النوع من الإصابات هو الأكثر حدوثا،نتيجة لاصطدام الراس بقاع حمام السباحة مثلا اثناء الغطس ،وفي حالة اندفاع الشخص،وقد يحدث الإصابة للجزء الامامي للجسم الأساسي للفقرة ،وقد بتاثر الجزء الخلفي ،ويحدث الخلع اذا زادت القوة المؤثرة،وقد يمكن الكسر بسيطا بجسم الفقرة،او تفتيتا كاملا لجميع مكونات الفقرة العنقية من عظم واربطة وعضلات ومفاصل ونخاع شوكي،وفي حالة الاربطة العنقية يحدث تمزق وقطع للاربطة بين العنقية والخلفية الطولية.
ثانيا في حالة المد،يحدث كسر للجزء تاخلفي من جسم الفقرة ،ويمكن حدوث كسر دائري اذا كانت القوة محدودية ،ولكن اذا كانت قوة الصدمة في اتجاة طولي علي الفقرة العنقية،فانة يحدث كسر بدون أي تغيرات في وضع الفقرة،ويسمي بالكسر المنفجر.
وعند وجود ثني اثناء حدوث الضغط علي الفقرة ،فسوف يحدث ضغط علي الجزء الامامي من جسم الفقرة ،لكن عند ازدياد القوة ،فان الغضروف ينفجر الي الخلف في القناة الفقرية،واذا لم يكن هناك ثني،فان الغضروف يتجة الي جسم الفقرة محدثا كسرا منفجرا،ويمكن حدوث فتق للغضروف خلال الاربطة فاذا حدث انزلاق غضروفي في القناة الفقرية، فعادة يعاني المريض من إصابة عصبية نتيجة الضغط علي الجزء الامامي من النخاع الشوكي،وهو ما يسمي بمرض النخاع الرقبي الامامي،ويحدث نتيجة فقدان جميع وظائف النخاع الشوكي،ويصاب المريض بالشلل التام في الأطراف الاربعه كلها مع فقدها الإحساس للوخز والحرارة ولكنة يحتفظ بالاحساس بالمواضع واللمس.
وفي اكثر حالات الاصبة الناتجة عن الضغط ،وتحدث إصابات قليلة في الاربطة،ولهذا فان هذا النوع من الإصابات يكون ثابتا،اما إصابات الفقرات العنقية في وضع المد ،فتحدث اذا وقع المريض او في الحوادث ،واندفعت الراس الي الخلف بشدة،وهذة الإصابة تؤدي الي مرض النخاع الرقبي الأوسط،وهي تحدث اكثر في الأشخاص المتقدمين في السن بسبب ضيق في القناة،اما اذا كان الكسر بشمل جزءا كبيرا من جس الفقرات العنقية ،او بة خلع،فانة لابد من معرفة درجة ثبات هذا الكسر،مع الوضع في الاعتبار الأشياء الأخرى المساعدة في تثبيت الفقرات مثل الاربطة وخاصة الطواية والامامية والخلفية، وعند تمزق اثنين او اكثر منها فان الكسر او الخلع يكون غالبا غير ثابت، ويحتاج للتدخل الجراحي.
ويعالج الكسر العنقي العنيف علي كسر ثابت ولذا يجب عدم تحريك المصاب ،بل يجب تثبيتة حتي يزول الألم ويتم الشفاء،ويستغرف هذا حوالي ست أسابيع،ويمكن استعمال الشد لعدة أيام لإزالة أي شد في العضلات،ولسوء حظ مريض الفقرات العنقية، نتيجة الثني او المد الشديدين، بسبب حوادث السيارات ،فانة من الصعب تقييم الإصابة لوجود اعراض كثيرة مثل: الألم والتنميل،واستمرارها يؤدي الي صعوبة العلاج، لعدم وجود سبب ظاهر،ومن هناا اطلق علي هذا النوع من الإصابات لسعه السوط.
وعادة ما تكون إصابات المد اكثر خطورة من الثني الزائد ،كما ان هناك عاملا اخر يحدد درجة الإصابة في الفقرات العنقية،وهو وضع الراس بالنسبة للجسم عند حدوث الاصدام،فاذا كانت الراس في وضع التفات حوالي 40 درجة مئوية مع الجسم في المحور الرأسي ،فان المد الطبيعي يكون نصف ما كان علية المد لو كانت الراس في المد العادي،فعند حدوث إصابة نتيجة الإسراع او الابطاء،يمكن ان يحدث تلف في المخ مع نزيف وتورم، وتمزق في الاربطة والمفاصل،ومزيف بالعضلات بسبب تمزق العضلة الطولية للرقبة مما يؤدي الي تجمع دموي، وكذلك يمكن إصابة العنقود السمبثاوي، وتمزق في الاربطة الطولية الامامية مع تمزق في العضلات الامامية العنقية، ولذا فان جميع الإصابات ترتبط بدرجة سرعه الاصدام.
وعند محاولة تقييم شدة الإصابة يصبح من الأهمية بمكان معرفة تفاصيل الحادث ،السرعه، اتجاة وقوع الصدمة،ونوع العربة،ووضع الراس عند حدوث الاصدام،واستعمال حزام الأمان ومثبن الراس،وكلما كانت الإصابة شديدة، كلما كان هناك الم في الحال ،ويصاحبة الم موضعي في الجزء الامامي من الرقبة،وعادة ما يظهر الألم بعد 24 ساعه الي 48 ساعه من الإصابة،ويكون مصحوبا بتورم والم في مكان العضلات،ينتج عن تجلط دموي في العضلة، ثم يبدا الألم في الانتشار بين الكتفين وفي منتصف الظهر ،وقد يمتد الي الرقبة ،او الي الجزء الخلفي من منتصف الراس،او الي خلف قاع العين،واحيانا تصاحبة صعوبة في البلع نتيجة حدوث جلطة خاف المريء.