ابن سناء الملك وقواعد فن الموشحات

ابن سناء الملك وقواعد فن الموشحات

يعتبر ابن سناء الملك شاعر من كبار الشعراء في عصره، وليس هذا فقط هو أيضًا من الشعراء الذين أحدثوا فارق في الأدب العربي وقاموا بدور كبير في فن الموشحات ووضع القواعد الخاصة بها وتركوا بصمة تذكر إلى وقتنا هذا..

اسمه الذي وُلد به هو هبة الله بن القاضي جعفر أبي الفضل ابن المعتمد، وكان يُكنَّى باسم أبو القاسم السعيد، ويلقب بـ ابن سناء الملك، ولد في عام 550 هجريًا في دولة مصر.

هو شاعر وأديب متميز، تلقى العلم من الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني، وتعلم نظم الشعر في سن صغيرة وقام بكتابة ديوان خاص به،وكان يعرض قصائده على كبار الدولة والعلماء وهو في سن صغيرة لا يتجاوز العشرين سنة، وهذا أكبر دليل على براعته وتفوقه في كتابة الأشعار.

علاقة ابن سناء الملك بفن الموشحات

• نظرًا لاشتهار الأندلس بحب الموسيقى والغناء، اختار بعض الشعراء وجود فن جديد أو أسلوب جديد للشعر أطلق عليه لقب فن الموشحات، فهي ظهرت في الأندلس في القرن الـ 19 وعُرفت باسم الموشحات الأندلسية.
• كانت الطبيعة في الاندلس تجمع بين الطبيعة العربية والإسبانية ونظرًا لهذا الإندماج ظهر فن الموشحات الذي يخرج عن النمط المحفوظ لنظم القصيدة عند العرب وأول من نادى بهذا الفن كان شاعر يسمى مقدم بن معافي ومن بعده كان صاحب كتاب اعقد الفريد عبد ربه الأندلسي.
• كأي اختراع جديد أو فكرة جديدة كان لابد أن يظهر فئات لا تفهم ما حدث، ولا تستطيع أن تعرف كيف تكتبه أو كيف تتعامل معه، فجاء ابن سناء الملك ليحل كل هذه الأزمة من خلال وضع كتاب يشرح فيه كافة القواعد المتعلقة بفن الموشحات.
• فنجد في الكتاب معنى فن الموشحات وكيف ظهر وما الفرق بينه وبين أي نوع آخر من أنواع الشعر والفر بينه وبين القصائد التقليدية عند العرب، كما يشرح لنا ترتيب الأبيات في الموشحة وتغليب التزيين والترصيع فيها، وكل التفاصيل المتعلقة بفهم فن الموشحات ومعرفة القواعد التي تحكمه جمدعها جميعًا في كتاب أطلق عليه”دار الطراز في عمل الموشحات”.

دور ابن سناء الملك وأثره في الأدب

• يوجد لنا موروث شعري رائع من ابن سناء الملك، من خلال ديوان خاص به يجمع كل أو معظم ما كتبه خلال فترة حياته، وهذا الديوان يعكس مدى عبقريته في كتابة الشعر وكيف أنه متميز عن غيره من الشعراء وله رؤيته الخاصة وأسلوبه المنفرد.
• الكتاب الآخر الخاص به كان كتاب”دار الطراز في فن الموشحات” وهذا الذي ذكرنا سابقًا أنه قام فيه بجمع كل ما يتعلق بفن الموشحات وكيفية نظمها وكتابتها وتميزها عن أنواع الشعر الأخرى.
• قام ابن سناء الملك بالعمل على كتاب الحيوان للجاحظ فقام باختصاره أو تلخيصه في كتاب آخر أسماه “روح الحيوان”.
• يوجد يوجد بينه وبين القاضي الفاضل العديد من الرسائل الغنية باللغة والبلاغة فعمل على جمعها جميعًا في كتاب وأطلق عليه كتاب “فصوص الفصول”.
• بالرغم من أن عصر ابن سناء الملك كان ملئ بالشعراء الجحافلة، وكانوا جيمعًا يجتمعون للقيام بالمناقشات والاستمتاع بالأدب، إلا أن ابن سناء الملك يعتبر من الشعراء الذين كان لهم بصمتهم المميزة وحالتهم الخاصة ورونق ظهور خاص بهم هم فقط لا يشبه الجميع.
• في عهد الملك الكامل كان ابن سناء الملك يتولى دار الجيش، وكان يعمل في دار الإنشاء في مصر إلى أن توفاه الله في عام 608 هجريًا في مدينة القاهرة بمصر، وإلى وقتنا هذا يتردد اسمه وتذكر أعماله وتاريخه الأدبي الذي برع فيه وأجاد فعله.