حياة الرسول عن أصلة ونشأتة
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر با نزار بن معد بن عدنان الذي يصل نسبة إلي سيدنا إسماعيل صلي اللة علية وسلم بن سيدنا إبراهيم صلي الله علية وسلم.
وكانت أصول سيدنا محمج صلي الله علية وسلم كريمة ،فقد كان جدة الأكبر عمرو بن مناف يسمي هاشماً لأنه أشتهر في عصرة بالكرم ،ففي عصر عمرو بن مناف نزل القحط بالقبيلة ولم يجدوا ما يأكلون حتي أنهم كادوا يموتون من شدة الجوع، ولم يكن أحداً يفكر سوى في نفسة في تلك الفترة ،فكل من كان لدية طعام يحجبة عن الناس ،لكن عمرو بن عبد مناف ذهب إلي بيتة، وأخرج منة بعض الخبز وكسرة في المرق للناس كي يطعمهم ،فأطلقوا علية هاشماً لأنة يهشم ثريدة أي يكسر الخبز في الثريد.
أما عن ولادة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ،فقد كان في يوم الإثنين الموافق 175 ميلادياً والثاني عشر من شهر ربيع الأول،ولدته السيدة آمنة بنت وهب وهي زوجة عبد الله بن عبد المطلب الذي فارق الحياة وقت حملها، كان محمداً غلاماً جميلاً يشع وجهه بالنور والإشراق،وحين وضعتة خرجت خادمة أبي لهب عم نبي الله صلي الله عليه وسلم،ثويبة الإسلمية،تهرول بسعادة تنطق من وجهها إلي سيدها أبي لهب ،وهمست له بالبشري ،فتهلل وجهة سعيداً حتي أنة من فرط سعادتة أعتق ثويبة الأسلمية وقال لها:”إذهبي فأنت حرة”، وأسرع عبد المطلب إلي بيت عبد الله ولدة وخرج حاملا المولود الجديد،حيث توجه به إلي الكعبة ودخل به مسرورا وكأنة يملكيملك بين يديه نعيم الدنيا وما رحبت،وأخذ يضمة في حنان وعطف إلي صدرة شاكراً الله بما رزق وداعياً له،وهنا ألهمة الله عز وجل بأن يطلق علية إسم محمداً، زكانت تلك هي بداية حكايتة أن إختار جدة إسم محمد ليكون محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
وفي تلك الأيام كانت المرضعات تأتي من قبيلة سعد إلي مكة ليأخذن الأطفال الرضع إلي البادية وينشئهن هناك أصحاء وأقوياء، لمواجهة أعباء الحياة،حيث كانت تبحث كل مرضعه عن رضيع من أيرة غنية ززالدة علي قيد الحياة ليعطيهم مالاً مقابل ذلك،لذا رفضت جميع المرضعات أن نأخذ محمد صلي الله عليه وسلم ،لأنة كان يتيم الأب،لكن عطفت علية واحدة من تلك المرضعات وتدعي السيدة حليمة السعدية،ولم يكن هنال طفلا سواة، فأخذتة وعاش معها محمداً صلي الله عليه وسلم في قبيلة سعد،وكان محمداً مباركا وخيراً علي حليمة وأهلها حيث روى أن أرضها قد إخضرت بعد الجدب والجفاف،وجري اللبن في ضروع الإبل والماشية.
وذات يوم جدثت واقعه غريبة في قلبلة بني سعد،فقد خرج سيدنا محمد صلي الله علية وسلم ذات يوم ليلعب مع أخية في الرضاعة إبن حليمة السعدية، وفي أثناء لهوهما ،ظهر رجلان فجأة ،وتوجها إلي سيدنا محمد ،خاف أخية من الرضاعه وهرب مزعزراً ويشهد ما حدث لأخية من بعيد،أما الرجلان فقد أضجعا محمداً علي الأرض وشقا صدرة،لم يحتمل أخية أن ينظر ما يلحق بمحمد، وذهب مسرعاً إلي أمة وهو يصرخ ويحكي لها ما حدث،فأسرعت السيدة حليمة السعدية وهي خائفة و مذعورة ألي حيث وجد محمد القرشي فإنة أمانة عندها ،وتخشي أن يصاب بسوء ،وتصورت أن هذان الرجلان سيلحقان بسيدنا محمد سوءاً ،إلا أنها عكس ما تصورت وجدت سيدنا محمد واقفاً وحدة يميل وجهه إلي الإصفرار ،فضمتة إليها في حنان وحب ألي صدرها ،وعادت به إلي البيت ،ثم سألتة عن ما حدث ،فأخذ يقص عليها رواية الرجلان حيث قال أنهما ملكين من السماء أرسلهما الله نعالي ليطهر قلبة ويغسلاة،حتي يكون مهيأ للرسالة العظيمة التي سيكلغفه الله له، خافت السيدة حليمة علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحملتة إلي أمة في مكة ،وأخبرتها عن رواية الرجلان ،إلا أن قالت السيدة آمنة في ثقه :أتخوفت علية الشيطان ؟ فأجابت حليمة نعم ،فقالت السيدة آمنة “كلا والله ما للشيطان علية من سبيل وإن لمحمد شأناً عظيماً فقد رأيت حين حملت بة أنه خرج بنور أضاء لي قصور الشام ،وكان حملة يسيراً”،فإطمأنت حليمة لما قالتة لها السيدة آمنة ورجعت إلي الفبيلة ،وظل سيدنا محمد معها حتي بلغ الخامسة من عمرة ،ثم عاد بعد ذلك إلي أمة في مكة.
أرادت السيدة آمنة أن تزور قبر زوجها عبد الله بعبد المطلب وفاءاً له ولكي يعرف ولدها قبر أبية ويزور أخوال جدة من بني النجار،فتوجهت السيدة آمنة مع ولدها من مكة ألي يثرب،وكانت بصحبتها خادمتها أم أيمن، وكان الجو شديد الحرارة ،وتحملت السيدة آمنة مشقه الرحلة الطويلة وظلت في المدينة شهراً، وغي أثناء عودتها مرضت آمنة بمرض شديد وفارقت الحيتة في مكان يسمي الأبواء ودفنت فية،وعادت أم أيمن إلي مكة بالطفل محمد يتيما وحيداًألي جدة عبد المطلب،زكان عمرة ستة سنواتآنذاك،زكفاة جدة عبد المطلب بعد وفاة والدتة أمنة،زكان عبد المطلب يحب سيدنا محمد صلي الله علية وسلم حباً جماً فكان دائماً يصحبة في المجالس العامة ويجلس معه علي الفراش بجوار الكهبة،ولكن مات عبد المطلب حيث كان عمر سيدنا محمد صلي الله علية وسلم ثمانية أعوام ،ونكفل به عمة أبي طالب حيث قام بتربيتة ورعاينة مع زوجته فاطمة بنت أسد،وأخذتة مع أبنائها رغم أن أبي طالب لم يكن أكثر أعمام النبي صلي الله علية وسلم مالاً ولكنة أكثرهم نبلاً وشرفاً.
وكان عمة أبي طالب عطوفاً بسيدنا محمد صلي الله علية وسلم حتي أنة كان لا يجلس مجلساً إلا وكان سيدنا محمد صلي الله علية وسلم معه،بل وكان ينادية بإبنة من شدة حبة لة ،وذات يوم كان محمداً صلي الله عليه وسلم قد بلغ الثانية عشر من عمرة حينما إصطحبة عمة أبي طالب إلي رحلة إلي الشام مع القوافل التجارية،ومضت القافلة في طريقها حتي وصلت إلي بلدة أسمها بصرى،وأثناء سيرهم مرت القافلة بكوخ يسكنة راهب يدعي بحيري،فلما رأي بحيري القافلة خرج إليها ،وأمعن النظر بوجة محمد صلي اللة علية وسلم طويلاً ثم سأل أبي طالب عن هذا الولد فأجاب أبي طالب أنة إبنة،فقال بحيري ما هو إبنك فرد أبي طالب إنة أبن أخية الذى مات وأمة حبلة به،فقال له بحيري صدقت ،فإرجع بهذا الغلام إلي بلدة وأحذر علية اليهود فوالله إن راوة هنا سيلحقون بة شراً ،فإن لإبن أخيك هذا شأن عظيم ،فأسرع أبي طالب بالعودة إلي مكة وفي صحبتة إبن أخية محمداً.