آيات رمضان في القرآن الكريم
آيات رمضان في القرآن الكريم
عندما تسأل المسلم ” ما هو أكثر شهور الله – عز وجل – أحبا لقلبك؟ ” يقول ” شهر رمضان “، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ. وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ “، والصيام هو الركن الخامس في الإسلام، وورد ذلك في حديث رسول الله حيث قال النَّبي – صلى الله عليه وسلم -: ” بٌنِيَ الإِسْلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهَادةِ أَنَّ لا إِلَه إلا الله، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وإِقَامِ الصلاةِ، وإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وحَجِّ البيتِ، وَصَومِ رمضَان “، وأحب الأشهر، وأعظم الأشهر، وأجمل الأشهر التي تمر علينا هو شهر رمضان؛ ففيه روحانيات وعبادات لا حصر لها، وفيه حفظ للسان من قول أي سوء، وصون العقل من التفكير والظن السيء، وفيه أيضا محاولة لكسب الحسانات، وإقامة وعمل الكثير من الطاعات، وصلة الرحم، وانهاء الخصومات، وبداية صفحات جديدة.
شهر رمضان يرغب الجميع فيه بكسب حب الله، ورضاء الله، وعفو الله عنا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وعنه أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وأخيراً عنه أيضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -: مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. لقد ورد ذكر شهر رمضان في القرآن، فمن الأماكن ما يحبها الله، ومن الأماكن ما يكرهها الله، ومن الزمن والأيام ما يحبه الله ويفضله على غيره من الأوقات، ونحن لا ندعى على الله شيء ولا نثبت له إلا ما اثبته لنفسه، وما أخبر به نبيه – صلى الله عليه وسلم -. فأحب الأماكن إلى الله هي ” بيوت الله ” المساجد؛ حيث يذكر اسم الله كثيرا، وحيث يتعبد الناس، ويلقوا خلفهم هموم الدنيا بالوقوف بين يديه – سبحانه وتعالى -، وأكثر الأماكن كرها لله الأسواق؛ ففيها للأسف يكثر الكذب، والنفاق، والحلف بالله كذبا، والتهاون بالأيمان والعياذ بالله، وذلك ورد في حديث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حينما قال ” أحب البلاد إلى الله مساجدها . وأبغض البلاد إلى الله أسواقها “.
كذلك يحب الله أيام أكثر من أخرى فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام))؛ يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيلِ الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء))؛ رواه البخاري، وتلك الأيام أحب إلى الله من يوم الجمعة فقال ابن عمر – رضي الله عنهما: “ليس يوم عند الله أعظم من يوم الجمعة – ليس العشر – فإنَّ العمل فيها يَعدِل عمل سنة”، وأحب الأيام هو يوم عرفة وهو يوم النحر؛ حيث يغفر فيه ذنوب عامين، وكذلك هناك ليالي يحبها أكثر من أخرى، وهم الليالي العشر الأخيرة من رمضان، وأحب الليالي هي ليلة القدر كما قال تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].
ذكر لفظ شهر رمضان في القرآن صراحتا مرة واحدة فقط، وذلك في الآية رقم 185 من سورة البقرة ، قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }، وهى أول سورة في القرآن بعد فاتحة الكتاب، وأظهرت الكثير من أحكام الصيام وقت السفر والمرض والرخص المتاحة لهم، كما أنه اتضح أن شهر رمضان تنزل فيه القرآن الكريم، حيث جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وشهر رمضان ترتيبه هو الشهر التاسع من الأشهر الهجرية، وكلمة رمضان أتت من الرمض الصائم أي أصبح الجوف حار من شدة العطش، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان) رواه أحمد.
كذلك أتضحت من خلال الآية أن صيام رمضان فرض، فإن أوله رحمة ونصفه مغفرة وأخره عتق من النار، وتم الأخذ بالرخصة في عهد الرسول، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم” متفق عليه. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.
وهنام آيات أخرى تكلمت عن رمضان ومنها ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة، وهناك أيضا أحاديث تدل على فضل الصيام الست من شوال بعد رمضان فيغفر الله كل الذنوب فعن أبي أيوب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر” رواه مسلم.