- (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) [الملك: 10]. و بالتالي إذا اراد الأنسان أن يستمر في التعلم، فيجب عليه أن يحافظ جيداً على حاسة السمع، و ذلك لكون حاسة السمع من أفضل الحواس التي تجعل الانسان قادراً على التعلم مقارنتاً بحاسة البصر.
تنشئ حاسة السمع لأنسان مباشرة بعد الولادة، و ذلك حيث تجد بأن المولود يمكنه من سماع جميع الأصوات الموجودة حوله فور ولادته، و لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى وقت كبير ليتمكن من الرؤية بوضوح، و ذلك لكون شبكية العين في هذه اللحظة لم تكن مكتملة بعد، و تحتاج إلى حوالي أربع أو ستة أشهر لتقوم الشبكية بعملها على أتم وجه.
تستمر حاسة السمع في وظيفتها حتى بعد أن ينام الأنسان، و ذلك تجد أن بعض الأشخاص قد يوقظهم الصوت العالي. فبالتالي ندرك بأن حاسة السمع تكون مستمرة معنا في كل لحظة. كما أن حاسة السمع تقوم باستقبال جميع الأصوات المختلفة من جميع الجهات حولنا بدون أن يحتاج الأنسان إلى الألتفات إلى مصدر هذا الصوت، و ذلك على عكس حاسة البصر، فأن العين لا تستطيع الرؤية إلا إذا كان الفرد قام بالالتفات نحو مصدر الضوء.
تظل حاسة السمع تعمل حتى بعد أن يتعرض الأنسان إلى غيبوبة و يفقد الوعي تماماً، كما أن تلك الحاسة تعد الحاسة الأخيرة التي تموت بعد موت الأنسان.
الأسباب التي تؤدي بالانسان إلى ضعف السمع:-
يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي بالانسان إلى ضعف حاسة السمع، و من أهم تلك الأسباب ما يلي:-
1- الاصابة بالحصبة الالمانية:- من الممكن لقدر الله أن تصاب الأم بالحصبة الالمانية أثناء حملها للطفل و خاصة في الأسبوع السادس من الحمل، الأمر التي يتسبب في أصابة الطفل بضعف حاسة السمع بلإضافة إلى بعض من مشاكل حاسة البصر و الرؤية.
2- تقدم الانسان بالسن:- عندما تبدأ على الانسان أعراض الشيخوخة تعمل جميع الأجهزة الموجودة بالجسم على الضعف، مما يضعف ايضا حاسة السمع للانسان. و يأتي سبب ذلك بكون الأنسان يتعرض لبعض التغيرات الفيزيائية و العقلية تجعل الحواس في مستوى اضعف من ذي قبل، كما أن الاعصاب تبدو أبطأ في قدرتها على نقل الرسائل من الدماغ و إليها.
3- التعرض لمصدر ضوضاء عالي:- عندما يتعرض الأنسان لفترة طويلة إلى ضجيج و صوت مرتفع، يؤدي ذلك الى ضعف في السمع و عدم قدرة الأنسان على التركيز الجيد. و لذلك يعد ذلك تفسير لكل من يعانون من ضعف حاسة السمع للأشخاص الذين يسكنون في البلدان الصناعية الكبرى.
4- خلقي:- قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف حاسة السمع ياتي ذلك نتيجة عيب خلقي، أو قد يكون نتيجة مولد الشخص ببعض التشوهات في الأذن الخارجية أو وجود أي نوع من الخلل العضوي في منطقة الأذن أو من الممكن أن يكون نتيجة عدم اكتمال نضج القناة السمعية. كما أن الولادة المبكرة في حد ذاتها قد تكون في سبب تلك الضعف التي يتعرض له حاسة السمع، و ذلك نتيجة فقد الأكسجين عند الطفل.
5- استخدام العقاقير:- قد تكون بعض الأدوية سبب في ضعف السمع، حيث أن تأثيرها يتراوح ما بين التاثير القوي و التاثير الضعيف، أما عند التوقف عند أخذ تلك العقاقير فقد يتوقف هذا التاثير على الفور. و لذلك يجب على اي شخص قبل أن يقوم باستعمال العقاقير أن يستشير الطبيب على الفور.
بعض الأشخاص قد يصابون بصمما فجائيا، و يعتبر ذلك حالة طبية طارئة يجب على الفور علاجها. حيث ان الطبيب سوف يقوم بفحص حاسة السمع و معرفة ما هي الأسباب التي أدت إلى تلك الصمام. و بالتالي أي مكلة قد تحدث في حاسة السمع فيجب استشارة الطبيب على الفور.